اعتبر رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، يوم الثلاثاء، أن التصعيد الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة هو سلوك “عدواني وغير مسؤول” من شأنه تقويض جهود الوساطة الجارية لإنهاء الحرب، وذلك في أعقاب إفراج حركة حماس عن الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى قطر الاقتصادي في العاصمة الدوحة، قال الشيخ محمد:”عندما أطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، ظننا أن تلك اللحظة ستفتح بابا لوقف هذه المأساة، إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفا”.
وأضاف: “هذا السلوك العدواني غير المسؤول يقوض كل فرصة ممكنة للسلام”.
تعثر المفاوضات
وحول مسار المفاوضات التي تقودها قطر، أكد رئيس الوزراء أن الجهود التي بذلت خلال الأسبوعين الماضيين في الدوحة لم تثمر عن نتائج ملموسة، عازيا ذلك إلى وجود “فجوة جوهرية” بين طرفي النزاع.
وأوضح أن:”أحد الطرفين يبحث عن اتفاق جزئي قد يؤدي إلى اتفاق شامل، بينما الطرف الآخر يصر على اتفاق لمرة واحدة ينهي الحرب ويحرر جميع الرهائن”.
وشدد الشيخ محمد على أن هذه الفجوة حالت حتى الآن دون التوصل إلى تسوية، في ظل تزايد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار وتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
قطر ترد على الجدل بشأن طائرة ترامب
من جهة أخرى، رفض رئيس الوزراء القطري الانتقادات الموجهة لبلاده بشأن تقارير تفيد بإهداء طائرة فاخرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار.
وقال: “هذه الهدية كانت جزءا من تبادل بين دولتين، وهو أمر طبيعي يحدث بين الحلفاء”.
وأضاف: “لا أفهم لماذا يعتقد البعض أن هذا يعتبر رشوة أو محاولة لكسب النفوذ. نحن نمارس سياسة واضحة وشفافة تقوم على احترام السيادة والتعاون مع شركائنا الدوليين”.
سياق متوتر
تأتي هذه التصريحات بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه السيطرة الكاملة على قطاع غزة، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته العسكرية، وسط تحذيرات متزايدة من وقوع كارثة إنسانية.
يذكر أن قطر تلعب دورا محوريا في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، لكنها تواجه تحديات متزايدة مع تفاقم الأزمة وتعقد المشهد السياسي والميداني.










