حركة المجاهدين الفلسطينية تدين استضافة المغرب لجنود لواء جولاني الإسرائيلي وتدعو لرفض التطبيع
أصدرت حركة المجاهدين الفلسطينية اليوم الثلاثاء الموافق 20 مايو 2025 بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه استضافة النظام المغربي لجنود إسرائيليين (صهاينة) تابعين للواء جولاني، معتبرةً ذلك “امتدادًا لعملية التطبيع مع الكيان النازي، وإمعانًا في السقوط الأخلاقي والإنساني” في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما حيّت الحركة الجماهير المغربية الرافضة للتطبيع والداعمة للقضية الفلسطينية، داعيةً إلى تصعيد الفعاليات المناصرة للشعب الفلسطيني.
نص البيان الصادر عن حركة المجاهدين الفلسطينية
قالت حركة المجاهدين الفلسطينية في بيانها: “إن استضافة المجرمين يعد امتدادًا لعملية التطبيع مع الكيان النازي، وإمعانًا في السقوط الأخلاقي والإنساني، وتشجيعًا لجيش العدو على مواصَلة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة”.
وأضافت الحركة: “نُحيّي الجماهيرَ المغربيةَ الأصيلة ودورها المناصر للشعب الفلسطيني، ورفضها للتطبيع مع الكيان الصهيوني”، داعيةً “الشعب المغربي الشقيق إلى تصعيد فعالياته الرافضة للتطبيع والمؤيِّدة للشعب الفلسطيني المظلوم”.
من هي حركة المجاهدين الفلسطينية؟
تُعد حركة المجاهدين الفلسطينية أحد أبرز الفصائل الإسلامية المسلحة في فلسطين، وقد انبثقت من حركة فتح إلى جانب جناحها العسكري “كتائب المجاهدين” الذي كان يمثل لواءًا سابقًا في كتائب شهداء الأقصى، وهو لواء الشهيد جمال العماري.
تأسست الحركة عام 2001 كمجموعات عسكرية عُرفت باسم كتيبة المجاهدين بقيادة المؤسس عمر أبو شريعة مع بداية انتفاضة الأقصى. ويترأسها حاليًا الأمين العام أسعد أبو شريعة.
وتُعرف الحركة بمواقفها المناهضة للاحتلال الإسرائيلي ولعمليات التطبيع مع إسرائيل، حيث أصدرت سلسلة من البيانات في الأشهر الأخيرة تندد فيها بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وباستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
لواء جولاني: تاريخ حافل بالجرائم
يُعتبر لواء جولاني أحد أكبر وأهم الألوية في الجيش الإسرائيلي، ويُعرف بأنه “نخبة الجنود والعسكريين”. وقد ارتكب اللواء العديد من الجرائم ضد الإنسانية في الحروب المختلفة التي شنتها إسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر على مدى السبعين عامًا الماضية.
يُعرف جولاني باسم “لواء الشعب”، ويحمل شعارات فخر الوحدة وصلتها القوية بالشعب اليهودي، ويتميز بكونه اللواء الوحيد الذي يمتلك السيارة المدرعة “نمار” بالإضافة إلى أسلحة متطورة أخرى.
شارك اللواء في معظم العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك حرب 1948 ضد الجيوش العربية، واحتلال تل فاخر من السوريين في حرب 1967، واحتلال الحرمون في حرب أكتوبر 1973، ولعب دورًا هامًا في غزو بوفورت وفي معركة كفر سيل خلال حرب لبنان الأولى. وخلال الانتفاضة الثانية، قاد اللواء عملية الدرع الواقي واستولى على رام الله ونابلس، وشارك في المعارك ضد مخيم جنين.
العلاقات المغربية-الإسرائيلية: تطبيع متزايد وسط رفض شعبي
يأتي بيان حركة المجاهدين الفلسطينية في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية-الإسرائيلية تطورًا ملحوظًا منذ إعلان التطبيع بين البلدين في ديسمبر 2020، برعاية أمريكية. وقد شهدت هذه العلاقات تبادلًا للزيارات الرسمية وتوقيع اتفاقيات في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون العسكري والأمني.
وكان الأكاديمي والباحث المغربي محمد البطيوي قد كشف في مارس 2025 عن “مشاركة ما لا يقلً عن أربعة آلاف جندي مغربي في العدوان الصهيوني الهمجي المستمرّ على قطاع غزة”، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تأتي “بموجب بند في اتفاق التطبيع بين الرباط والكيان، يُلزم الجانب المغربي بالتعاون العسكري”.
وأضاف البطيوي أن “وحدة مغربية كانت متمركزة بالفعل في فلسطين المحتلة، حتى قبل طوفان الأقصى”، موضحًا أن الأمر يتعلق بـ “عملاء سريين اختصوا بالتجسس على الفلسطينيين في غزة، وقاموا بالإبلاغ عن عناصر المقاومة وتنفيذ عمليات تخريبية في القطاع النازف”.
الموقف الشعبي المغربي: رفض للتطبيع وتضامن مع فلسطين
في المقابل، شهدت المدن المغربية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023 العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني، حيث خرجت مسيرات حاشدة في العديد من المدن المغربية، رافعين الأعلام الفلسطينية وشعارات مناهضة للتطبيع والعدوان الإسرائيلي.
وقد أشاد العديد من النشطاء والمثقفين المغاربة بالموقف الشعبي المغربي الرافض للتطبيع مع إسرائيل، معتبرين أنه يعكس الموقف الحقيقي للشعب المغربي المتضامن تاريخيًا مع القضية الفلسطينية.
تداعيات البيان: مزيد من الضغط على الحكومة المغربية
من المتوقع أن يثير هذا البيان ردود فعل متباينة، خاصة في ظل تزايد الانتقادات لمواقف بعض الدول العربية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، من بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال.
كما قد يدفع هذا البيان بمزيد من الفعاليات الشعبية المناهضة للتطبيع في المغرب، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
يُذكر أن حركة المجاهدين الفلسطينية كانت قد أدانت في بيانات سابقة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وانتقدت الصمت الدولي إزاء الجرائم الإسرائيلية، داعية إلى “ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أسس شراكة حقيقية” للتصدي للمخططات التي تستهدف الشعب الفلسطيني ومقاومته.










