فرضت قوات الدفاع الشعبي الأوغندية (UPDF) صباح اليوم الأربعاء انتشارا أمنيا كثيفا في محيط مقر حزب “المنصة الوطنية للوحدة” (NUP) المعارض، بالتزامن مع فعالية سياسية كان من المزمع أن يستقبل خلالها الحزب عددا من المنضمين الجدد من أحزاب سياسية مختلفة، في خطوة وصفها قادة الحزب بأنها “محاولة جديدة لقمع العمل الديمقراطي في البلاد”.
وأظهرت لقطات مصورة بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عربات عسكرية وجنودا مدججين بالسلاح، وهم يغلقون الطرق المؤدية إلى مقر الحزب الواقع في منطقة كافولي بالعاصمة كمبالا، مما حال دون دخول الصحفيين وعدد من القادة السياسيين.
وقال رئيس الحزب، النائب والمغني الشهير روبرت كياجولاني المعروف بـ”بوبي واين”، في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقا):
“بينما نستعد لاستقبال مواطنين أوغنديين انضموا إلينا من مختلف التوجهات السياسية، اختارت الحكومة مرة أخرى استخدام الجيش لقمع حرية التنظيم والعمل السياسي السلمي”.
عرقلة المؤتمر الصحفي واحتجاز مقربين من واين
وكان من المقرر أن يعقد مؤتمر صحفي يتناول مستجدات سياسية تتعلق بتحضيرات الانتخابات العامة المرتقبة في 2026، إلى جانب المطالبة بالإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين، من بينهم إيدي سيفوفو، مدير أمن بوبي واين الشخصي، والذي تقول المعارضة إنه اختطف مؤخرا على يد عناصر أمنية بملابس مدنية.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من اقتحام القوات الأمنية مقر الحزب ومدرسته السياسية في حي كاموكيا، بدعوى التحقيق في “أنشطة عسكرية غير مصرح بها”، بحسب ما صرحت به الشرطة آنذاك.
تحذيرات من قمع متصاعد مع اقتراب الانتخابات
وتعد هذه الحادثة الأخيرة حلقة جديدة في سلسلة التوترات السياسية المتصاعدة مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في 2026، حيث تتهم المعارضة السلطات باستخدام الأجهزة الأمنية لقمع أنشطتها والتأثير على سير العملية الانتخابية.
وفي هذا السياق، أشار المحامي والناشط الحقوقي فيليب كاروجابا، خلال كلمته في احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة (6 مايو/أيار)، إلى ما وصفه بـ”تحول مراكز الاقتراع إلى مناطق حرب” خلال الانتخابات الفرعية الأخيرة في كاويمبي الشمالية.
وقال كاروجابا:
“هل كنا نصوت بصناديق الاقتراع أم بالرصاص؟ لا يمكن أن تمر الاعتداءات على الصحفيين والمواطنين دون مساءلة”.
تراجع ثقة المواطنين في المؤسسات
وأشار كاروجابا إلى نتائج استطلاع أفروباروميتر، التي أظهرت أن:
26% فقط من الأوغنديين يثقون باللجنة الانتخابية.
61% يشككون في استقلال القضاء.
65% يرون وسائل الإعلام خاضعة لسيطرة الحكومة.
وأكد أن استمرار هذا المناخ من الترهيب وعدم الشفافية يهدد ما تبقى من الديمقراطية الأوغندية، داعيا إلى المساءلة، وتمكين الإعلام الحر، وتوحيد القوى المدنية قبل حلول عام 2026.
خلفية: بوبي واين في مواجهة نظام موسيفيني
يعد حزب “NUP” أبرز أحزاب المعارضة في أوغندا، ويستقطب دعما واسعا في صفوف الشباب. وكان قد خاض الانتخابات الرئاسية الماضية في عام 2021 بقيادة بوبي واين، الذي نافس الرئيس يوري موسيفيني، الحاكم منذ عام 1986. وتتهم المعارضة الحكومة باستخدام العنف الانتخابي والاعتقالات التعسفية لضمان بقاء موسيفيني في السلطة.










