في ظل ألة الحرب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ومخططات إسرائيل لتهجير الفلسطنيين من القطاع، دعا المحلل السياسي والكاتب الإماراتي سالم الكتبي، في مقال نشر بصحيفة “جيروزالم بوست” العبرية، الدول العربية إلى إعادة النظر في علاقتها مع إسرائيل.
وزعم سالم الكتبي الدول العربية إلى ضرورة التعامل معها كشريك استراتيجي لتعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة، بدلا من الاستمرار في “شيطنتها” التي قال إنها تصرف الانتباه عن الأزمات البنيوية داخل العالم العربي، كـالاستبداد، والفساد، وفشل التنمية، وتفشي ثقافات الكراهية.
وقال المحلل السياسي والكاتب الإماراتي إن الخطابات السياسية التقليدية في العالم العربي غذت العنف والتطرف والركود لعقود طويلة، واستخدمت القضية الفلسطينية كأداة لصرف النظر عن الإخفاقات الداخلية للأنظمة.
وزعم الكتبي أن استمرار هذا النهج لا يجلب سوى المزيد من الخسائر والفوضى، محذرا من أن غياب رؤية واقعية وعملية للتعامل مع إسرائيل يضعف الموقف الفلسطيني الجماعي ويقوض فرص السلام في المنطقة.
التعاون بدل الصراع
وأشار المحلل السياسي والكاتب الإماراتي إلى أن التعامل مع إسرائيل من منظور الجغرافيا والمصالح المشتركة، خصوصا في مجالات الأمن الإقليمي، ومكافحة التطرف، وأزمات المياه وتغير المناخ، أصبح ضرورة عملية وليست سياسية فقط. وأوضح الكتبي أن إسرائيل، رغم الصراع القائم، بنت مؤسسات ديمقراطية وتقدمت علميا وتقنيا، في وقت استنزفت فيه الأنظمة العربية مواردها في سباقات تسلح وصراعات داخلية ودعم جماعات متطرفة.

انتقادات للأنظمة العربية
وانتقد المحلل السياسي والكاتب الإماراتي النخب السياسية العربية التي قال إنها احتكرت الخطاب القومي أو الديني لخدمة بقائها في السلطة، مشيرا إلى أن تلك الأنظمة أضرت بالقضية الفلسطينية عبر استخدامها كورقة للتلاعب بالجماهير والتغطية على إخفاقات الحكم، لا سيما من خلال تحريض إعلامي وشعارات جوفاء مثل “إلقاء إسرائيل في البحر”، دون تقديم حلول حقيقية.
وأضاف الكتبي أن هذا الاستخدام السياسي للقضية الفلسطينية فاقم من الانقسامات الفلسطينية الداخلية، حيث دخلت دول عربية في سباق لتسليح وتمويل الفصائل المتناحرة، مما أدى إلى إضعاف وحدة الموقف الفلسطيني وتضييق هامش الحلول السياسية.
دعوة لإعادة التفكير
ورأى الكتبي أن الوقت قد حان لـ”إعادة التفكير النقدي” في الروايات القديمة، مشددا على أن الشجاعة السياسية ليست في التمسك بالشعارات التاريخية، بل في التخلي عن التطرف، واعتماد الحوكمة الديمقراطية، والتنمية المستدامة، والتعاون الإقليمي كركائز للاستقرار.
واختتم المحلل السياسي والكاتب الإماراتي مقاله بتحذير من أن البديل عن التعاون مع إسرائيل سيكون المزيد من الانحدار والعنف والفوضى في العالم العربي، معتبرا أن الاستمرار في الخطابات الصفرية والتنافسات الجيوسياسية العقيمة لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمات.
وسالم الكتبي هو محلل سياسي إماراتي، ومرشح سابق للمجلس الوطني الاتحادي، ويعرف بمقالاته التي تركز على قضايا السياسة الخارجية، والتحديات الإقليمية، والتحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.










