شهدت سوق الأسهم السعودية في الأسابيع الأخيرة موجة اضطرابات حادة كشفت عن هشاشة النظام المالي السعودي، حيث فقدت السوق أكثر من خمسمئة مليار ريال من قيمتها السوقية في يوم واحد فقط، وكان النصيب الأكبر من هذه الخسائر من نصيب سهم شركة أرامكو الذي تراجعت قيمته السوقية بأكثر من ثلاثمئة وأربعين مليار ريال. هذا الانهيار الحاد أعاد إلى الأذهان أزمات الأسواق العالمية، وأظهر مدى تأثر السوق السعودية بالتقلبات الدولية وضعف أدوات الحماية المحلية.
تذبذب حاد وفقدان للثقة
افتتح مؤشر السوق السعودية تعاملات يوم الأربعاء باللون الأحمر، في استمرار لحالة التذبذب الضيق التي تسيطر على السوق بعد موجة خسائر استمرت لأربع جلسات متتالية. ورغم محاولات المؤشر العودة للمنطقة الخضراء، إلا أن التقلبات في أسعار أسهم الشركات الكبرى مثل شركة أرامكو ومصرف الإنماء والانخفاض الحاد في سهم شركة أكوا باور الذي فقد ثلاثة فاصل سبعة في المئة من قيمته وخسر عشرة ريالات في جلسة واحدة، تعكس حالة عدم اليقين السائدة بين المستثمرين.
أرقام صادمة من قلب السوق
بلغت خسائر السوق الإجمالية أكثر من خمسمئة مليار ريال. أما خسائر أرامكو وحدها فقد تجاوزت ثلاثمئة وأربعين مليار ريال، حيث تراجع سعر السهم إلى ستة وعشرين ريالاً وخمسة عشر هللة. أما المؤشر العام فقد تراجع بنسبة ستة فاصل واحد في المئة في جلسة واحدة ليهبط دون مستوى أحد عشر ألفاً وستمئة نقطة. وانخفض سهم أكوا باور بنسبة ثلاثة فاصل سبعة في المئة، أي ما يعادل عشرة ريالات، ليصل إلى سعر مئتين وستة وسبعين ريالاً للسهم.
فشل السياسات الحكومية في حماية السوق
لم تفلح إجراءات هيئة السوق المالية السعودية في وقف النزيف، رغم محاولات تعديل قواعد السوق وزيادة الرقابة على تداولات الأسهم. واستمر تراجع المؤشر دون مستوى المقاومة أحد عشر ألفاً وستمئة نقطة، مما يبقي التوقعات سلبية مع احتمالية هبوطه إلى مستويات عشرة آلاف وأربعمئة نقطة إذا لم تتغير السياسات الحالية. كما أن أكثر من أربع وثلاثين شركة سجلت أدنى أسعار تاريخية، ما يعكس عمق الأزمة وتراجع ثقة المستثمرين المحليين والدوليين.
أرامكو: أرباح ضخمة للمستثمرين الكبار وخسائر للسوق
رغم إعلان أرامكو عن توزيعات أرباح قياسية تجاوزت ثمانين مليار ريال في الربع الأول من عام ألفين وخمسة وعشرين، إلا أن السهم نفسه يتعرض لضغوط بيعية وتراجع في قيمته السوقية، ما يثير تساؤلات حول عدالة توزيع الأرباح وحماية صغار المستثمرين.
خلاصة نقدية
تكشف الأرقام الأخيرة عن فشل النظام السعودي في حماية سوق الأسهم من الانهيارات الحادة، وغياب سياسات فعالة لاستعادة ثقة المستثمرين. استمرار التذبذب والخسائر الضخمة في شركات عملاقة مثل أرامكو وأكوا باور يضع مستقبل السوق السعودية على المحك، ويبرز الحاجة لإصلاحات جذرية تتجاوز التعديلات الشكلية في القوانين والإجراءات.











