كشف المعارك التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم ومحيطها، وخاصة مدينة أم درمان، بين قوات الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، مع استمرار الصراع الذي اندلع في أبريل 2023.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة استخدام مقاتلي الدعم السريع لبندقيات صينية حديثة، مما يثير تساؤلات حول مصادر تسليح هذه القوات وطرق وصول الأسلحة إليها.
تحرير الخرطوم
وأعلن الجيش السوداني تحرير الخرطوم من الدعم السريع، وقال نبيل عبدالله، المتحدث باسم الجيش السوداني، في بيان إن قوات الجيش مستمرة “في عملية واسعة النطاق ونقترب من تطهير كامل ولاية الخرطوم” باستهداف معاقل الدعم السريع “بجنوب وغرب أم درمان وتستمر في تطهير مناطق صالحة وما حولها”.
واستخدمت مليشيا الدعم السريع مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وأعلن الجيش السوداني في الأيام الأخيرة سيطرته على أجزاء واسعة من منطقة صالحة جنوب أم درمان، بما في ذلك عدد من المواقع في حيي الجامعة وكامل حي الشقلة، بالإضافة إلى رئاسة جامعة أم درمان الإسلامية ذات الموقع الاستراتيجي.
وقد شهدت المنطقة أحداثا مأساوية، حيث قتل أكثر من 100 شخص، بينهم نساء وأطفال، في هجمات شنتها قوات الدعم السريع في منطقة الجماعية جنوب أم درمان خلال الأسبوع الماضي. كما وثقت مصادر طبية أن قوات الدعم السريع أعدمت 31 شخصا بينهم أطفال في منطقة صالحة، في ما وصفته بـ”أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها المنطقة”.
وفي تطور ميداني آخر، عثر جنود الجيش السوداني على جثث متحللة داخل صناديق بحي الصالحة، مما يضيف بعدا مأساويا للصراع الدائر.
بنادق صينية في أيدي مقاتلي الدعم السريع
رصدت مصادر ميدانية استخدام مقاتلي الدعم السريع لبنادق هجومية صينية من طراز CS/LR11، وهي النسخة الصينية المماثلة لبندقية AK-103 الروسية. هذه البندقية التي تنتجها شركة Norinco الصينية تستخدم عيار 7.62×39 ملم، وتتميز بمواصفات تقنية متقدمة تشمل: سعة المخزن: 30 طلقة الطول (مع أخمص ممدد): 943 ملم، (مع أخمص مطوي): 700 ملم والوزن: 3.9 كجم وسرعة المقذوف: أكثر من 690 متر/ثانية.
وتعتبر بندقية CS/LR11 الصينية نسخة مطورة من بندقية Type 56 (AK-47) مزودة بكابح فوهة وتجهيزات حديثة، وتشبه بشكل كبير بندقية AK-103 الروسية التي تعد إحدى أكثر البنادق الهجومية تطورا وفاعلية في العالم.
بندقية CS/LR11 الصينية المستخدمة في النزاع السوداني
بندقية CS/LR11 الصينية المشابهة للنموذج الروسي AK-103 والمستخدمة من قبل قوات الدعم السريع
مصدر الأسلحة وطرق تهريبها
تشير التقارير إلى احتمالية تهريب هذه الأسلحة إلى مقاتلي الدعم السريع عبر كينيا، حيث أصدرت الولايات المتحدة تحذيرا بشأن تهريب أسلحة إلى السودان عبر ميناء مومباسا. وتفيد المصادر أن شحنة من الأسلحة كانت في طريقها إلى السودان عبر الميناء المذكور، وتعود ملكيتها لسياسي بارز وموظف حكومي نافذ من وادي الصدع.
وقد حذرت الولايات المتحدة من أن كينيا استخدمت كممر لتهريب أسلحة إلى مجموعة الدعم السريع المتمردة منذ ديسمبر 2022.
وهناك معلومات عن سفينة تحمل شحنة أسلحة كان من المتوقع أن ترسو في أي وقت خلال الأسبوع الماضي، مع وجود تعليمات لضابط رفيع في إدارة التحقيقات الجنائية لتسهيل تخليصها ونقلها لاحقا إلى السودان.
ووفق التقديرات الأممية والمحلية، فقد أسفرت الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح 15 مليون آخرين، فيما تقدر دراسات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف قتيل.










