كشف تقارير عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر مساء الخميس 22 مايو 2025، تعيين اللواء ديفيد زيني رئيساً جديداً لجهاز الأمن العام (الشاباك)، في خطوة تُعتبر تحدياً مباشراً للمدعية العامة الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا التي منعت هذا التعيين قبل 24 ساعة فقط.
يأتي هذا القرار وسط أزمة دستورية متصاعدة بين الحكومة والسلطة القضائية، ويشكل تطوراً جديداً في الصراع السياسي الداخلي الذي يشهده الكيان الإسرائيلي منذ شهور.
من هو ديفيد زيني؟
ديفيد زيني، المولود في 9 يناير 1974، يُعتبر من أبرز الضباط في الجيش الإسرائيلي حالياً، حيث يشغل منصب رئيس قيادة التدريب وقائد فيلق الأركان العامة.
وُلد زيني في القدس المحتلة ونشأ في أشدود، وهو ابن الحاخام الصهيوني يوسف وبنينا زيني، وأصبح والده لاحقاً حاخام المنطقة “د” في أشدود، وهو الأكبر بين عشرة أبناء، وعمه هو الحاخام الصهيوني إلياهو رحاميم زيني، وجده هو الحاخام الصهيوني مائير زيني
يتميز زيني بخلفيته الدينية القوية، حيث درس في شبابه في معهد موراشا للتلمود التوراتي، ومدرسة هيسبين الدينية الثانوية، ومعهد شافي هيبرون الديني، وأكاديمية كيشت يهودا ما قبل العسكرية، وهو معروف بكونه يرتدي الكيباه، وهو متزوج من نعومي وله 11 طفلاً، وتعيش العائلة في مرتفعات الجولان.
المسيرة العسكرية
انضم زيني إلى جيش الاحتلال عام 1992 وتطوع في وحدة سايرت ماتكال النخبوية.
وبعد التدريب الأساسي مع لواء المظليين، أكمل برنامج تدريب الوحدة كجندي مقاتل، وخدم لمدة عام في سرية عملياتية داخل الوحدة
وبعد الانتهاء من دورة ضباط المشاة، انتقل إلى لواء جولاني، حيث تم تعيينه كقائد فصيلة في الكتيبة 12.
شغل زيني العديد من المناصب العملياتية والقيادية في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك قائد الكتيبة 51 في لواء جولاني، وقائد وحدة إيجوز، وقائد لواء ألكسندروني، ومؤسس لواء الكوماندوز، وقائد قيادة التدريب والتمرين وقائد فيلق الأركان العامة.
خلال حرب لبنان الثانية، شغل منصب قائد مركز القيادة العملياتي للواء جولاني.
نقاط الضعف الأمنية
من اللافت أن زيني كان قد أعد في مارس 2023 تقريراً لقائد فرقة غزة لفحص استعدادات الفرقة لحدث مفاجئ معقد، مع التركيز على الغارة المفاجئة وتحديد نقاط الضعف
وفي إطار استنتاجات التقرير، كتب زيني أنه “في أي قطاع تقريباً، يمكن تنفيذ غارة مفاجئة على قواتنا”.
هذا التقرير يكتسب أهمية خاصة في ضوء أحداث 7 أكتوبر 2023 التي شهدت هجوماً مفاجئاً من قطاع غزة.
الجدل القانوني والسياسي
يأتي تعيين زيني وسط جدل قانوني وسياسي واسع، حيث رد مكتب النائب العام الإسرائيلي على التعيين بالقول: “لقد تصرف رئيس الوزراء خلافاً للتوجيهات القانونية، وهناك قلق جدي من أنه تصرف في وقت يوجد فيه تضارب في المصالح، وعملية التعيين معيبة.
هذا التصريح يعكس عمق الأزمة الدستورية بين السلطة التنفيذية والقضائية في إسرائيل.
من جانبها، أشارت تقارير إعلامية إلى أن سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء، قد رشحت ديفيد زيني لهذا المنصب، مما يضيف بُعداً آخر للجدل السياسي حول هذا التعيين.
كما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن تسمية رئيس جديد لجهاز الأمن الداخلي “متسرعة” و”غير مسؤولة”.
يواجه زيني تحديات جمة في منصبه الجديد، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المعقدة التي تشهدها المنطقة والضغوط السياسية الداخلية. كما أن خلفيته الدينية المحافظة قد تؤثر على سياسات الجهاز وتوجهاته، خاصة في التعامل مع القضايا الحساسة المتعلقة بالمستوطنين والتطرف اليهودي









