تتواصل المحادثات بين تركيا وإسرائيل في العاصمة الأذربيجانية باكو، ضمن مساع مشتركة لإنشاء آلية دائمة لتفادي التصعيد العسكري في سوريا، في خطوة تعكس تحولا تدريجيا في الديناميكيات الإقليمية بعد سنوات من القطيعة والتوترات.
وبحسب تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي”، فإن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد خلال شهر مايو الجاري، وتهدف إلى بلورة اتفاق أوسع يشمل ترتيبات للانتشار العسكري وتوزيع مناطق النفوذ، وسط تعقيدات ميدانية تتداخل فيها مصالح أطراف إقليمية ودولية.
أنقرة تؤكد رفضها أي “منطقة نفوذ” لإسرائيل داخل سوريا
مصادر في وزارة الدفاع التركية أكدت للموقع أن المباحثات لا تزال في مرحلة غير رسمية، دون صدور أي بيانات حكومية معلنة. ومع ذلك، شددت أنقرة على موقفها الثابت برفض إقامة أي منطقة نفوذ تمكن إسرائيل أو غيرها من شن ضربات بحرية أو جوية انطلاقا من الأراضي السورية.
وقال مسؤول تركي:”نبحث عن ترتيبات تمنع الاحتكاك، وتضمن عدم استخدام سوريا كمنصة لضربات خارجية قد تجرنا إلى مواجهات لا نرغب بها.”
إسرائيل تبدي مرونة مشروطة بشأن الوجود التركي
وفي المقابل، أشارت مصادر مطلعة على سير المحادثات إلى أن الحكومة الإسرائيلية منفتحة على السماح بانتشار وحدات تركية برية (تشمل دبابات ومشاة) في شمال سوريا، شريطة عدم اقتراب هذه القوات من الحدود الجنوبية أو نشر أنظمة دفاع جوي أو رادارات بالقرب من خطوط الطيران الإسرائيلي.
وتركز النقاشات على منطقة تعرف عسكريا باسم “خط تدمر”، والذي يبدو أنه الحد الجغرافي الحرج الذي ترغب إسرائيل بعدم تجاوزه من قبل القوات التركية.
كما أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من احتمال نشر نظام الدفاع الجوي الروسي “إس-400″، معتبرين أن وجوده سيمنح أنقرة قدرات لمراقبة العمليات الجوية الإسرائيلية وكشف تفاصيلها التقنية.
مفاوضات ثلاثية منفصلة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية
في سياق مواز، أفادت وكالة رويترز بأن محادثات سرية تعقد بين دمشق وتل أبيب في باكو بوساطة تركية وأذربيجانية.
وقد أسفرت إحدى جولات الحوار عن تسليم السلطات السورية مجموعة من الوثائق والصور الخاصة بالعميل الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، في خطوة وصفت بأنها بداية لبناء إجراءات ثقة بين الطرفين.
وتشير هذه التطورات إلى جهود متعددة المسارات لتقليل التوترات في الملف السوري المعقد، وسط مقاربات واقعية من تركيا وإسرائيل تهدف إلى حماية مصالحهما الأمنية دون الانجرار إلى صدامات مباشرة.
وعلى الرغم من التحفظات المتبادلة، تبدو المفاوضات في باكو خطوة ملموسة نحو تفاهمات أمنية جديدة في المشهد السوري.










