كشفت وكالة بلومبرغ للأنباء، اليوم الخميس، أن فرنسا والمملكة العربية السعودية تعملان بشكل مشترك على صياغة مقترح لنزع سلاح حركة “حماس”، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لتحول الحركة إلى هيئة سياسية بحتة، قادرة على المشاركة في الحكومة الفلسطينية المستقبلية.
ووفقا للتقرير، فإن مسؤولين سعوديين يجرون محادثات مباشرة مع حماس بشأن هذه الخطوة، بينما لم يعرف بعد ما إذا كانت فرنسا تجري اتصالات مماثلة مع الحركة. ويعتقد أن هذا التحرك يأتي في سياق مبادرة دبلوماسية أوسع تقودها باريس والرياض بهدف إعادة ترتيب المشهد السياسي الفلسطيني بعد الحرب في غزة.
الهدف: حماس كقوة سياسية بلا سلاح
بحسب مصادر مطلعة على تفاصيل المقترح، فإن المبادرة تستند إلى قناعة بأن منح حماس دورا سياسيا في مرحلة ما بعد الحرب يمكن أن يكون محفزا لقبولها بفكرة نزع السلاح. وتعتقد هذه المصادر أن دمج حماس في العملية السياسية الفلسطينية قد يكون أكثر جدوى من استبعادها بالكامل، وهو ما ثبت فشله في تجارب سابقة.
لكن الخطة تواجه تحديات كبرى، أبرزها الموقف الإسرائيلي المتوقع، حيث تصر إسرائيل على أن حماس لا يجب أن تتمتع بأي سلطة سياسية بعد انتهاء الحرب في غزة. ويتوقع محللون أن تعارض الحكومة الإسرائيلية أي مبادرة تعطي حماس شرعية سياسية، حتى في حال تخليها عن السلاح.
مؤتمر سلام مرتقب في الأمم المتحدة
ويأتي هذا التطور في وقت تستعد فيه فرنسا لتنظيم مؤتمر سلام دولي بالشراكة مع السعودية، من المقرر عقده في 17 يونيو/حزيران المقبل في مقر الأمم المتحدة. ويرتقب أن يشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفي إطار التحضير لهذا المؤتمر، تمارس فرنسا ضغوطا دبلوماسية على عدد من الدول الغربية بهدف دفعها إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، وإعلان ذلك خلال أعمال المؤتمر، في محاولة لإعادة إطلاق مسار سياسي شامل للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
توازنات معقدة ومآلات غير واضحة
يرى مراقبون أن المبادرة الفرنسية-السعودية تعكس توجها جديدا في معالجة ملف غزة، يركز على الحلول السياسية والمشاركة الشاملة بدلا من العزل والمواجهة. لكن في المقابل، يطرح تساؤل كبير حول مدى استعداد حماس فعليا للتخلي عن جناحها العسكري، ومدى قبول إسرائيل وأطراف دولية أخرى بأي دور مستقبلي للحركة في الحكم الفلسطيني.
كما أن نجاح المبادرة يبقى مرهونا بمدى قدرتها على خلق إجماع إقليمي ودولي حول رؤية سياسية متكاملة لمستقبل غزة وفلسطين، وهو أمر لا يزال بعيد المنال في ظل الانقسامات الحالية.










