تواجه الجالية المصرية في ليبيا أوضاعاً استثنائية خطيرة في أعقاب الاشتباكات المسلحة العنيفة التي اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس، مما دفع السلطات المصرية إلى إجلاء المواطنين المصريين من ليبيا في عملية طارئة تهدف لحماية حياة أبناء الجالية المصرية البالغ عددها أكثر من 144 ألف مواطن وفقاً لتقديرات منظمة الهجرة الدولية.
إجلاء المصريين كن طرابلس يأتي في إطار الاستجابة السريعة للأحداث الأمنية المتدهورة التي شهدتها طرابلس منذ 13 مايو 2025، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين وانتشار حالة من الرعب بين المواطنين الأجانب والليبيين على حد سواء.
العمال المصريون في مرمى النار
يواجه العمال المصريون في ليبيا ظروفاً صعبة للغاية، حيث يعيش معظمهم في مناطق قريبة من بؤر الاشتباكات. ويحكي محمد الشبراوي، أحد العمال المصريين، عن تجربته المرعبة قائلاً: “تفاجئنا في يوم الاثنين الماضي، بحدوث إطلاق نار كثيف واشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة تدور في الشوارع المحيطة بالسكن”.
وأضاف الشبراوي: “كان محمد وزملائه يشعرون بالفزع وظنوا أنهم سيقتلون خلال حرب الشوارع، رغم اختبائهم داخل السكن”.
وقد اضطرت إدارة الشركة التي يعملون بها إلى توفير سكن آخر لهم في منطقة السراج بطرابلس، كونها بعيدة نسبياً عن مناطق الاشتباكات.
غرفة عمليات وزارة الخارجية
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية المصرية تشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة منذ اندلاع الأحداث، لبحث تطورات الأوضاع ومتابعة تداعياتها على أبناء الجالية المصرية في ليبيا.
وأصدرت الوزارة بياناً دعت فيه جميع الأطراف إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس، وإعلاء مصالح الشعب الليبي والحفاظ على مقدراته وممتلكاته

ووجهت الوزارة رسالة عاجلة للمواطنين المصريين المتواجدين في ليبيا، مؤكدة على أهمية قيام المواطنين المصريين بتوخي أقصى درجات الحذر والتزام منازلهم لحين استجلاء الأوضاع.
كما تم تخصيص أرقام هواتف للتواصل مع السفارة المصرية في طرابلس، وهي: 00201220463333 – 00218914897985 – 00201226858000 – 00201220473333 – 00201283176894
حجم الجالية المصرية في ليبيا
تشير تقديرات منظمة الهجرة الدولية لعام 2022 إلى وجود 144,543 مهاجراً مصرياً في ليبيا، وهو ما يمثل 21% من إجمالي عدد المهاجرين في البلاد وثاني أكبر حصة بين جميع الجنسيات بعد النيجيريين.

ويعيش معظم هؤلاء المصريين في المناطق الغربية من ليبيا، التي تشهد حالياً أعنف الاشتباكات.
الاشتباكات المسلحة تشعل العاصمة الليبية
اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في طرابلس يوم الاثنين 13 مايو 2025، بين قوات “اللواء 444 قتال” التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، وقوات “جهاز الردع” بقيادة عبد الرؤوف كارة التابعة للمجلس الرئاسي.
وجاءت هذه المواجهات العنيفة في أعقاب مقتل القائد الميداني عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، خلال اجتماع رسمي في مقر “اللواء 444”.
تصاعدت وتيرة العنف بشكل غير مسبوق على مدار عدة أيام، حيث شهدت المدينة ليلة دامية يوم الجمعة، أطلقت خلالها الميليشيات الموالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة الرصاص الحي على المتظاهرين المطالبين برحيله.
وأفادت وسائل إعلام محلية باستقالة سبعة وزراء من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، مما يعكس عمق الأزمة السياسية المرافقة للتوترات الأمنية.










