نشاط زلزالي متصاعد في اليونان: هزات جديدة تضرب المنطقة بعد زلزال كريت المدمر
تشهد اليونان نشاطاً زلزالياً متصاعداً خلال الأيام الماضية، حيث سجلت جزيرة كريت اليونانية هزة أرضية جديدة بقوة 3.6 درجة على مقياس ريختر يوم الجمعة 23 مايو 2025، وذلك بعد ساعات قليلة من الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة فجر الخميس بقوة 6.1 درجة.
الزلزال الجديد يضرب كريت مجدداً
أفاد المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل بأن هزة أرضية جديدة بقوة 3.5 درجة على مقياس ريختر ضربت اليونان صباح يوم الجمعة، تبعتها هزة أخرى في جزيرة كريت بقوة 3.6 درجة. وقع الزلزال الأحدث على عمق 6 كيلومترات تحت سطح الأرض، بينما حدث زلزال كريت على عمق أكبر.
تُعتبر جزيرة كريت “بؤرة الزلازل” كما وصفتها التقارير الإعلامية، حيث تشهد نشاطاً زلزالياً بشكل مستمر. هذا النشاط المستمر يجعل الجزيرة ومحيطها منطقة حساسة جيولوجياً، تتطلب مراقبة دائمة من قبل المراكز العلمية المختصة.
الزلزال المدمر: 6.1 درجة يهز البحر المتوسط
شهد فجر الخميس 22 مايو 2025 زلزالاً قوياً بلغت شدته 6.1 درجة على مقياس ريختر ضرب قبالة جزيرة كريت اليونانية. وقع الزلزال عند الساعة 06:19 (03:19 بتوقيت غرينتش) على مسافة 82 كيلومتراً شمال شرقي هيراكليون، عاصمة جزيرة كريت، وعلى عمق 68 كيلومتراً.
أحدث الزلزال هزات ارتدادية عبر بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، حيث حدد معهد أثينا للجيوديناميكا مركزه على بُعد حوالي 55 كيلومتراً شمال جزيرة كريت على عمق 37 كيلومتراً تحت قاع البحر.
تأثير إقليمي واسع النطاق
امتد تأثير الزلزال إلى مناطق واسعة في المنطقة، حيث شعر بالهزات الارتدادية السكان الموجودون على طول بحر إيجة وحتى في منطقة البحر الأبيض المتوسط. انتشرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي من أماكن بعيدة مثل أثينا ووسط اليونان.
في مصر، سجلت شبكة رصد الزلازل وقوع هزة أرضية في جزيرة كريت على بعد 500 كيلومتر شمال مدينة مطروح المصرية، حيث شعر سكان مدن الساحل الشمالي المصري بالهزة دون وقوع أية خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
استجابة السلطات والتدابير الوقائية
وضعت أجهزة الطوارئ في حالة تأهب قصوى في كريت عقب وقوع الزلزال. قالت إدارة الإطفاء إنها لم تتلقَّ أي طلبات للمساعدة حتى الآن، ولم تفد تقارير بوقوع أي أضرار كبيرة في الممتلكات.
مخاوف من موجات تسونامي
أثار الزلزال القوي مخاوف من احتمال حدوث موجات مد بحري (تسونامي)، خاصة مع وقوع الزلزال تحت سطح البحر. دفع هذا السلطات اليونانية إلى إصدار تحذيرات من احتمال حدوث موجات مدٍّ بحري، وهو ما أثار الذعر في بعض المناطق الساحلية.
السياق الجيولوجي والتاريخي
تقع اليونان على صدوع جيولوجية عدّة في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، وتشهد تالياً نشاطاً زلزالياً كثيفاً. اليونان واحدة من أكثر دول أوروبا عرضة للزلازل، وهذا يفسر تكرار الأحداث الزلزالية في المنطقة.
يعود آخر زلزال فتّاك في اليونان إلى أكتوبر 2020 وقد ضرب يومها جزيرة ساموس، الواقعة في بحر إيجة، بين اليونان وتركيا. وبلغت قوة ذاك الزلزال 7 درجات، وقد أدّى إلى مقتل شخصين في جزيرة ساموس وأكثر من 100 شخص في مدينة إزمير الساحلية التركية.
نشاط زلزالي متزايد في المنطقة
تشهد المنطقة نشاطاً زلزالياً متزايداً في الآونة الأخيرة، حيث ضرب زلزال بقوة 4.5 درجات جزيرة إيفيا اليونانية يوم الاثنين 19 مايو، تبعته هزة ارتدادية بقوة 3.6 درجات.
تصريحات الخبراء والتوقعات المستقبلية
قال عالم الزلازل ورئيس منظمة التخطيط والحماية من الزلازل في اليونان (OASP)، إفثيميس ليكاس: “لحسن الحظ، لم تحدث أضرار كبيرة”. وأضاف أنه على الرغم من قوته ووقته الذي وصل إلى 20 ثانية، كان تأثير الزلزال محدودًا لكن شعر به الناس في جميع أنحاء البلاد.
الأثر على القطاع السياحي والاقتصادي
تأتي هذه الزلازل في وقت حساس بالنسبة لليونان، حيث يقضي السياح عطلاتهم بالجزيرة في بداية موسم الصيف. القطاع السياحي يمثل جزءاً مهماً من الاقتصاد اليوناني، وأي تهديد للسلامة العامة قد يؤثر على تدفق السياح إلى المنطقة.










