قمبيز حسيني
مع تزايد التوترات بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل، أصبح احتمال اندلاع صراع عسكري مباشر أكثر خطورة من أي وقت مضى. وأفادت مصادر موثوقة أن إسرائيل تستعد لشن هجوم محدد على 12 موقعا نوويا إيرانيا؛ هجوم قد يشن في حال فشل المحادثات النووية.
وردا على ذلك، حذر عباس عراقجي، الدبلوماسي البارز في الجمهورية الإسلامية، الأمم المتحدة من التهديدات العسكرية الإسرائيلية في رسالة.
في هذه الأثناء، وصف علي خامنئي المفاوضات بأنها “وصلت إلى طريق مسدود” وأعرب عن شكوكه بشأن مستقبلها.
الإثراء واللعب بالنار
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران زادت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة؛ وهو ما يتجاوز حدود الاتفاق النووي ويقترب من عتبة إنتاج الأسلحة النووية. وفي غياب الوضوح الاستراتيجي، قد ينظر إلى هذا الإجراء من وجهة النظر الإسرائيلية باعتباره تمهيداً لهجوم استباقي.
وفي الوقت نفسه، تمتلئ المساحة الإعلامية التابعة للحرس الثوري الإيراني بعبارات مثل “تدريب كبير”، و”الاستعداد”، و”تدريب القوات”.
ويأتي هذا في الوقت الذي اقتربت فيه الجمهورية الإسلامية أكثر من أي وقت مضى من شعار “لا سلام، لا حرب، فقط التخصيب” هذا العام.
السرد المزدوج لـ “نعمة الحرب”
منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية، كانت النظرة الأيديولوجية للحرب حاضرة دائماً في الخطاب الرسمي للنظام. وصف روح الله الخميني الحرب التي استمرت ثماني سنوات مع العراق بأنها “نعمة” و”تأمين للثورة”. وتحدث علي خامنئي أيضاً بنفس النبرة عدة مرات عن “بركات الحرب” و”الكنز الذي لا ينضب للدفاع المقدس”.
ومن هذا المنظور، فإن الحرب ليست كارثة إنسانية، بل هي أداة لتحقيق التماسك الداخلي، والقضاء على المنتقدين، وتعزيز الهوية الأيديولوجية للنظام. لقد كان فهم الأزمة باعتبارها فرصة أحد الركائز الأساسية لبقاء الجمهورية الإسلامية.
التهديدات والسيناريوهات المطروحة
وأوضح مسؤولون إسرائيليون، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل لن تتردد في الدفاع عن نفسها. من ناحية أخرى، حذر مسؤولون عسكريون في الجمهورية الإسلامية أيضًا من أن أي هجوم سيُقابل “برد حاسم ومدمر”.
مصيبة؛ أداة للبقاء أم علامة على الانهيار؟
إن استخدام الأزمات الخارجية كأداة هو أحد تكتيكات البقاء الأكثر شهرة التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية. في حين تظهر على أغلبية المجتمع الإيراني علامات التعب والفقر والرغبة في السلام، يحاول النظام استعادة شرعيته المفقودة من خلال إعادة إنتاج “التهديد الأجنبي”.
لكن التجربة التاريخية للشعب الإيراني من الحرب لم تكن سوى الدمار والموت والعقوبات وسنوات من الحرمان. إن المطلب العام، كما انعكس في صرخات المراهقة المتوفاة، سارينا إسماعيل زاده، هو “الرخاء، الرخاء، الرخاء”. لا حرب، لا تهديدات.
والآن…
الجمهورية الإسلامية تقف مرة أخرى على حافة الهاوية؛ بين المفاوضات الفاترة والتهديد العسكري من عدو قديم. في حين أن الأزمة قد تكون بمثابة “نعمة” بالنسبة لخامنئي، فإنها بالنسبة لملايين الإيرانيين ليست سوى عودة إلى كوابيس الحرب التي لم تنته أبدا.
ايران اينترنشنال










