في واحدة من أعنف الضربات الجوية منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، شنت روسيا الليلة الماضية هجوما واسع النطاق على العاصمة كييف، مستخدمة مزيجا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الانتحارية، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 50 آخرين، إضافة إلى دمار واسع في الأحياء السكنية.
وأطلقت روسيا خلال الهجوم 14 صاروخا باليستيا و250 طائرة بدون طيار بعيدة المدى على مناطق مختلفة من أوكرانيا، استهدفت كييف بشكل رئيسي، ما تسبب بحرائق ضخمة وأضرار جسيمة في ستة أحياء على الأقل، وفق ما أفادت به الإدارة العسكرية للعاصمة.
أحياء تحترق
في الساعات الأولى من صباح السبت، أفاد مراسلو رويترز بأن سلسلة انفجارات هزت المدينة، بينما تصدت بطاريات الدفاع الجوي للطائرات المسيرة المهاجمة. وقد أظهرت صور التقطها مصورون محليون وهجا برتقاليا يملأ السماء، تلاه تصاعد كثيف للدخان من عدة مواقع.
في أحد المباني السكنية، حاول رجال الإطفاء السيطرة على النيران المشتعلة في الشرفات، فيما وصف السكان المشهد بـ”الكارثي”.
زيلينسكي: العقوبات هي الحل
وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه “ليلة صعبة”، داعيا إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو، مؤكدا أن “العالم بات يدرك أن من يطيل أمد الحرب هي روسيا”.
تصعيد متبادل ومحادثات مرتقبة
الهجوم الروسي جاء بعد سلسلة ضربات بطائرات مسيرة أوكرانية داخل الأراضي الروسية، شملت العاصمة موسكو ونحو 800 هدف عسكري ومدني، ما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التهديد بالرد القاسي.
في سياق متصل، أعلنت واشنطن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من موسكو وكييف استئناف محادثات وقف إطلاق النار، بالتزامن مع عملية تبادل أسرى واسعة بين الطرفين، قد تكون مقدمة لتحول في مسار النزاع.
لكن المواقف الرسمية بين الجانبين لا تزال متوترة، وسط تبادل للاتهامات بعدم الجدية في التفاوض.
ضغوط دولية متزايدة
طالب مراقبون دوليون ومؤسسات حقوقية بفتح تحقيق في استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في الهجوم الأخير. فيما لم تصدر موسكو أي تعليق رسمي حتى اللحظة على العملية الجوية واسعة النطاق.
يمثل هذا الهجوم تحولا خطيرا في مسار الحرب الأوكرانية الروسية، ويطرح تساؤلات حول نجاعة الجهود الدبلوماسية الحالية، وإمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات في ظل التصعيد العسكري المتبادل، واستمرار سقوط المدنيين ضحايا هذا الصراع الدموي.










