أعلنت وزارة الداخلية السورية التابعة لسلطة أحمد الشرع، اليوم الأحد، عن تعيين أحمد الدالاتي، المعروف باسم “أبو محمد الشامي”، في منصب قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، في خطوة أثارت اهتمام الأوساط السياسية والأمنية، بالنظر إلى خلفيته القيادية في حركة “أحرار الشام” المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
من هو أحمد الدالاتي
ولد أحمد الدالاتي عام 1984 في ريف دمشق، ويعد من أوائل المنخرطين في الحراك السوري عام 2011.
وانضم أحمد الدالاتي إلى صفوف حركة “أحرار الشام” عام 2015، وتدرج داخلها حتى أصبح نائب القائد العام، وكان له دور محوري في غرفة عمليات “ردع العدوان”، التي ساهمت في إنهاء نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
في مارس 2025، تولى أحمد الدالاتي منصب محافظ القنيطرة، قبل أن يكلف بمسؤولية الأمن الداخلي في واحدة من أكثر المحافظات السورية حساسية.
هيكلة أمنية جديدة في وزارة الداخلية
يتماشى هذا التعيين مع الهيكلية التنظيمية الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية لتطوير القطاع الأمني، حيث تم دمج جهازي الشرطة والأمن العام في كيان موحد تحت مسمى “قيادة الأمن الداخلي في المحافظة”.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، أن هذه الخطوة تهدف إلى “رفع الكفاءة الأمنية وتجاوز التعقيدات البيروقراطية القديمة”، في إطار مسار إصلاحي تتبناه الوزارة منذ مطلع هذا العام.
السويداء: التحديات والدوافع وراء التعيين
تواجه محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، تحديات أمنية متفاقمة، وسط تصاعد الاحتجاجات المدنية والمواجهات المسلحة مع شبكات تهريب وخارجين عن القانون.
وخلال مايو الجاري، دخلت قوى الأمن الداخلي إلى قرية الصورة الكبرى بريف المحافظة، بعد إخلاء الأمن العام لمواقعه، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق أمني تم التوصل إليه مع مشايخ العقل ووجهاء المحافظة.
ولم تصدر حتى الآن مواقف رسمية من القوى المدنية أو الدينية في السويداء بشأن التعيين، لكن بعض التعليقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي أبدت تحفظا على تعيين شخصية ذات ارتباطات إخوانية في منصب أمني حساس، فيما رحبت أوساط أخرى بهذه الخطوة باعتبارها “تحولا نحو المهنية والصرامة في إدارة الملف الأمني”.










