شهدت محافظة الجيزة، اليوم الأحد، تطورا مفاجئا ومأساويا في قضية أثارت الرأي العام، حيث عثرت أجهزة الأمن على جثة “أحمد”، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيس مجلس إدارة جامعة أكتوبر الحديثة للعلوم والآداب، داخل شقته، وعليها آثار إصابات في ظروف توصف بـ”الغامضة”.
الجثمان الذي تم العثور عليه في إحدى شقق منطقة الجيزة، تم نقله إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بسرعة استكمال التحريات وبيان سبب الوفاة، في وقت تتصاعد فيه التوترات داخل العائلة على خلفية واقعة سرقة ضخمة طالت فيلا الدكتورة نوال الدجوي في مدينة 6 أكتوبر.
تطورات ملف السرقة
الواقعة تعود إلى بلاغ تقدمت به الدكتورة نوال الدجوي منذ أسابيع، أفادت فيه بتعرض منزلها لعملية سرقة منظمة طالت ما يقرب من 50 مليون جنيه نقدا، و15 كيلو من المشغولات الذهبية، و3 ملايين دولار، و350 جنيها إسترلينيا.
ومع بدء التحقيقات، بدأت الاتهامات تتطاير داخل الأسرة، حيث وجهت أصابع الاتهام في البداية إلى الحفيد “أحمد” – الذي عثر على جثته اليوم – قبل أن يفجر محاميه، المستشار ياسر صالح، مفاجأة، باتهامه اثنتين من حفيدات الدكتورة وزوج إحداهما بسرقة محتويات المنزل وتلفيق التهمة لموكله.
وقال صالح إن موكله كان قد تقدم ببلاغ رسمي اتهم فيه “م.م” و”أ.م”، وهما من ورثة الدكتورة نوال، إلى جانب “ح.أ” زوج إحداهما، بسرقة الخزينة التي كانت تحوي المبالغ والمشغولات الذهبية، مشيرا إلى أن هناك صراعا داخليا حول الإرث وأن جهات التحقيق مطالبة بكشف الحقيقة كاملة.
القرار القضائي
جهات التحقيق قررت إحالة بلاغ السرقة إلى النيابة الكلية لمباشرة التحقيقات، واستدعاء جميع الأطراف المتورطة في القضية، وسط تشديد على فحص الخلفيات العائلية والخلافات الممتدة التي قد تكون وراء الجريمة، سواء السرقة أو الوفاة.
علامات استفهام جديدة
العثور على جثة “أحمد” في هذا التوقيت الحرج، يضيف مزيدا من الغموض إلى الملف، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الوفاة مرتبطة بالقضية، سواء بدافع الانتقام، أو ضغط نفسي وانهيار محتمل جراء الاتهامات العائلية، أو حتى تورط جهات أخرى قد تكشفها تحقيقات النيابة لاحقا.
وتواصل فرق الأدلة الجنائية رفع البصمات وتحليل كاميرات المراقبة في المنطقة المحيطة بشقة الفقيد، بالإضافة إلى فحص هاتفه المحمول، لمعرفة آخر اتصالاته وتحركاته قبل الوفاة.
ردود فعل واسعة
الواقعة أثارت صدمة واسعة في الأوساط الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع تسليط الإعلام الضوء سابقا على تفاصيل سرقة نوال الدجوي، وهي من أبرز الشخصيات الأكاديمية والاقتصادية في مصر.
من جهتها، طالبت شخصيات قانونية وإعلامية بضرورة التعامل بشفافية مع القضية، وفصل الجريمة عن الخلفيات الاجتماعية أو الاقتصادية للعائلة، وسط دعوات لكشف ملابسات الوفاة دون تأخير.










