في مشهد مؤلم يعكس عمق الأزمة التي يعيشها المواطن المصري، ظهرت رئيسة تمريض مصرية في بث مباشر على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وهي تطلب “كفن حريمي” لابنتها المريضة التي تحتضر داخل منزلها، قائلة: “يا ريس عايزة كفن حريمي لبنتي!”، بعد أن عجزت عن توفير الدواء والطعام، ووصفت الثلاجة في منزلها بأنها “فاضية تمامًا”.
السيدة التي كانت ضمن الداعمين الدائمين للرئيس عبد الفتاح السيسي، كشفت أنها أطاعت نصيحة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عندما دعا المواطنين للتبليغ عن الفساد، وقدمت بلاغات ضد وزير الصحة خالد عبد الغفار تتهمه بالضلوع في قضايا فساد بمليارات الجنيهات، ووصفته في الفيديو بـ”الحرامي”.
لكن بحسب شهادتها، كان جزاؤها الطرد من عملها في التمريض وحرمانها من مصدر رزقها، في وقت تعاني فيه ابنتها من مرض شديد وتحتاج إلى علاج عاجل. وقالت إن الدولة تخلت عنها، رغم أنها وقفت دائمًا إلى جانبها ولبّت كل نداء للنزول أو الدعم.
وناشدت رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل، قائلة: “الشعب أهم من الوزراء ومن الحكومة”، وذكرت أنها لم تلجأ إلى هذا الفيديو إلا بعد أن تقطعت بها السبل، مضيفة عنوانها بالكامل على الهواء: “الهانوفيل، شارع الخلفاء الراشدين خلف مسجد بلال”، في محاولة أخيرة لجذب انتباه أي مسؤول أو جهة إنسانية.
الفيديو سرعان ما أثار موجة واسعة من التضامن والغضب على مواقع التواصل، خاصة في ظل أزمة الغلاء المتصاعدة، وتفاقم الإحساس بالظلم وغياب العدالة. ويأتي هذا النداء الصادم في وقت تتكرر فيه شكاوى المواطنين من تدهور الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الصحة، وسط اتهامات متزايدة بالفساد داخل المؤسسات الحكومية.
القصة ليست مجرد صرخة أم، بل مرآة حقيقية لواقع تعيشه شريحة كبيرة من المصريين الذين يشعرون أن لا صوت لهم ولا سند، في ظل أوضاع اقتصادية خانقة وفساد مستشرٍ، ومواطن يعاني بصمت.










