كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” يوم الأحد أن الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بتأجيل إطلاق العملية البرية الواسعة في قطاع غزة، بهدف منح مفاوضات صفقة تبادل الرهائن مزيدا من الوقت لتحقيق تقدم ملموس.
ووفقا لمصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، اشتمل الطلب الأمريكي على نقطتين رئيسيتين، هما: تأجيل التوغل البري الشامل، والسماح باستمرار المفاوضات بالتوازي مع العمليات العسكرية المحدودة التي تجري حاليا.
وأكد مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن إطلاق عملية برية كبرى سيجعل انسحاب القوات من المناطق التي تسيطر عليها أمرا شبه مستحيل حتى في حال التوصل إلى اتفاق، مما يعقد جهود الوصول إلى وقف لإطلاق النار لاحقا.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد صرح مؤخرا بأن الجيش “سيعمل بكامل قوته ولن يتوقف حتى تحقيق جميع الأهداف”، في إشارة إلى العملية المرتقبة في غزة.
وعلى الرغم من التصعيد العسكري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، إنه “مستعد لوقف إطلاق نار مؤقت بهدف إعادة الرهائن”، ما يشير إلى إمكانية اعتماد مقاربة مرنة في حال أحرزت المفاوضات تقدما.
وفي الأسبوع الماضي، سحبت إسرائيل وفدها التفاوضي من العاصمة القطرية الدوحة بعد أن اشترطت حركة حماس ضمانات أمريكية بإنهاء الحرب كجزء من أي اتفاق، وهو ما ترفضه تل أبيب، مؤكدة أن “إطار ويتكوف” هو المقترح الوحيد المطروح حاليا، ويتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما مقابل إطلاق 10 رهائن.
رغم انسحاب الوفد الإسرائيلي، تواصل واشنطن وفق الصحيفة إجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس عبر الوسيط الأمريكي الدكتور بشارة.
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الأحد ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 53,939 قتيلا و122,797 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفادت صحة غزة في بيان صحفي نشرته اليوم بأن “حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 من مارس الماضي بلغت 3785 شهيدا و10,756 إصابة”، مضيفة أن “38 شهيدا و204 إصابات وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأشارت الوزارة إلى أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جهة أخرى، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الأحد بأن أكثر من 950 طفلا قتلوا في غضون شهرين فقط بقطاع غزة.
وقالت الأونروا في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك إن “الأطفال في غزة يتحملون معاناة لا يمكن تصورها”.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقد قتل أكثر من 950 طفلا خلال الشهرين الماضيين، وهم يعانون من الجوع والنزوح ويتعرضون لهجمات عشوائية.
وشددت اليونيسف على ضرورة وقف هذه المعاناة، وختمت الأونروا منشورها بالقول: “يجب حماية الأطفال”.










