شهدت مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض في السودان تصعيداً خطيراً في الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع باستخدام الطائرات المسيرة، حيث استهدفت هذه الهجمات مقر الفرقة 18 مشاة التابعة للجيش السوداني ومستودعات الوقود الحيوية في المدينة.
وتمثل هذه التطورات منعطفاً استراتيجياً جديداً في الصراع المستمر منذ عامين، حيث تعتمد قوات الدعم السريع بشكل متزايد على تكنولوجيا الطائرات المسيرة لاستهداف المواقع الحيوية في مناطق سيطرة الجيش السوداني، مما يهدد الاستقرار في هذه المناطق ويوسع نطاق الحرب دون تحريك القوات البرية.
تطور استراتيجية الدعم السريع في استخدام الطائرات المسيرة
تشير التقارير الأخيرة إلى تحول جذري في تكتيكات قوات الدعم السريع، حيث بدأت تعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيرة لتنفيذ هجماتها على المواقع الاستراتيجية.
أعلن مصدر بالجيش السوداني في الأول من مايو 2025 مقتل 6 جنود في قصف لمليشيا الدعم السريع على مقر الفرقة 18 في كوستي جنوبي السودان.
كما أكد المسؤول العسكري السوداني أن مليشيا الدعم السريع تهاجم مدينة النهود في غرب كردفان بأكثر من 300 مركبة قتالية.
تصاعدت الهجمات بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث استهدف سرب من الطائرات المسيرة عدة منشآت في كوستي بولاية النيل الأبيض ظهر يوم الثلاثاء 27 مايو 2025.
وأفاد شهود عيان أن ما لا يقل عن 4 طائرات مسيرة شنت هجمات على مقر يتبع للجيش في كوستي حيث تصاعدت أعمدة الدخان.
وذكرت مصادر عسكرية أن الهجمات شملت مستودع وقود في محيط المنطقة الصناعية والجسر الذي يربط كوستي ومدينة ربك.
التأثير على البنية التحتية الحيوية
تركز هجمات الدعم السريع بالطائرات المسيرة على استهداف البنية التحتية الحيوية، وخاصة مستودعات الوقود والمنشآت النفطية. تصاعدت أعمدة دخان كثيفة في سماء مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، إثر قصف نفذته طائرات مسيرة استهدف محيط الفرقة 18 التابعة للجيش السوداني ومستودعات للوقود في المدينة.
هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقويض قدرة الجيش على حفظ الأمن في مناطق سيطرته، بما يتيح لقوات الدعم السريع توسيع رقعة الحرب من دون تحريك عديدها.
تعرض مقر الفرقة 18 مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، فجر الأربعاء 30 أبريل 2025، لهجوم بالطائرات المسيرة، أسفر عن تدمير مستودع للوقود وحدوث انفجار عنيف.
وبحسب الشهود، بدأت المسيرات في التحليق فوق المدينة منذ حوالي الساعة 12 صباحاً، قبل أن تنفذ ضربتان جويتان على الأقل، استهدفت إحداها مقر الفرقة.
القدرات التقنية المتطورة للطائرات المسيرة
كشفت صور أقمار صناعية نشرها مختبر الشؤون الإنسانية في جامعة ييل الأميركية عن حصول الدعم السريع على طائرات مسيرة متطورة تتواجد في مطار نيالا بجنوب دارفور.
وقال المختبر إنه “حدد 6 طائرات مسيرة متطورة بمطار نيالا في صور الأقمار الصناعية”، مشيراً إلى أن هذا أكبر عدد من الطائرات التي تظهر في المهبط منذ استيلاء الدعم السريع على مطار نيالا.
تشير المصادر المحلية إلى أن الطائرات المسيرة التي استخدمت مؤخراً تبدو مختلفة عن المسيرات التي هاجمت في وقت سابق من ناحية صوت التحليق فضلاً عن أنها أكثر سرعة.
هذا التطور التقني يثير قلقاً متزايداً حول مصادر هذه التقنيات المتقدمة، حيث يتهم الجيش دولة الإمارات العربية المتحدة بإرسال هذه الأسلحة للدعم السريع، وتنفي أبوظبي ذلك.
الاستهداف المنهجي للمواقع الاستراتيجية
تتبع قوات الدعم السريع استراتيجية منهجية في استهداف المواقع الحيوية والاستراتيجية. كشف مصدر عسكري رفيع المستوى أن ميليشيات الدعم السريع أطلقت ثلاثة صواريخ بواسطة مسيرة استراتيجية على مقر الشرطة العسكرية بالفرقة 18 مشاة في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف القوات النظامية.
هاجمت قوات الدعم السريع عدة أهداف عسكرية في ولاية النيل الأبيض جنوبي السودان بأربعة طائرات مسيرة في يوليو 2024، حسب مصادر محلية، أسقطت دفاعات الجيش السوداني مسيرة تتبع لقوات الدعم السريع كانت تستهدف مقر الفرقة 18 التابعة للجيش في كوستي.
أفادت ذات المصادر بأن مسيرتين استهدفتا أيضاً مدينة ربك ومسيرة أخرى حاولت الهجوم على قاعدة كنانة الجوية.










