في تطور لافت يشهده سوق الطاقة العالمي، واصلت أسعار النفط اليوم الثلاثاء 27 مايو/أيار 2025 مسارها الهبوطي للجلسة الثانية على التوالي، وسط حالة من الترقب الشديد لنتائج اجتماع تحالف أوبك+ المرتقب، والذي قد يحمل قرارات مصيرية بشأن مستقبل إنتاج النفط عالميًا.
تفاصيل الأسعار: برنت دون 65 دولارًا وتكساس قرب 61 دولارًا
بحلول الساعة 09:04 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، سجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يوليو/تموز 2025 انخفاضًا بنسبة 0.20% لتستقر عند 64.61 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.34% إلى 61.32 دولارًا للبرميل. ويأتي هذا التراجع بعد خسائر أسبوعية طفيفة سجلها الخامان القياسيان الأسبوع الماضي، حيث فقد برنت نحو 0.9% من قيمته، وغرب تكساس الوسيط 0.7%، عقب أسبوعين من المكاسب المتتالية.
أسباب التراجع: مخاوف زيادة العرض وترقب قرارات أوبك+
يرجع هذا الانخفاض إلى تصاعد المخاوف من زيادة المعروض النفطي في الأسواق، مع تزايد التوقعات بأن تحالف أوبك+ يتجه إلى تسريع وتيرة زيادة الإنتاج خلال اجتماعه المرتقب نهاية هذا الأسبوع. وتشير مصادر مطلعة إلى أن التحالف يعتزم إنهاء اتفاق خفض الإنتاج لشهر يوليو/تموز، مع إمكانية رفع الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا، في خطوة تمثل ثلاثة أضعاف الزيادة التي كانت مقررة سابقًا.
وكانت السعودية وسبع دول أخرى من أعضاء أوبك+ قد قررت في وقت سابق من هذا الشهر تسريع خطط التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج، ما زاد من الضغوط على الأسعار في ظل استمرار المخاوف من تخمة المعروض.
عوامل أخرى مؤثرة: توترات التجارة وتوقعات الطلب
تزامن هذا التراجع مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث ساهم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمديد محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو في تهدئة المخاوف من حرب تجارية قد تؤثر سلبًا على الطلب العالمي على الطاقة. كما تترقب الأسواق صدور بيانات مخزونات النفط الأميركية، والتي تأجلت بسبب عطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة، ما أضفى مزيدًا من الحذر على تعاملات المستثمرين.
التحليل الفني: ضغوط بيعية ومسار هابط
من الناحية الفنية، لا تزال أسعار النفط تتحرك ضمن مسار هابط على المدى القصير، مع استمرار الضغط السلبي من المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يومًا، والذي يشكل مقاومة ديناميكية أمام أي محاولة للصعود. كما تشير مؤشرات القوة النسبية إلى استمرار الإشارات السلبية، ما يعزز احتمالات عودة الضغوط البيعية في حال عدم تمكن الأسعار من تجاوز مستويات المقاومة الفنية بوضوح.
نظرة مستقبلية: ترقب وحذر حتى صدور قرارات أوبك+
يتجه أنظار المستثمرين خلال الأيام المقبلة إلى اجتماع أوبك+، حيث سيحدد التحالف بشكل نهائي مستويات الإنتاج لشهر يوليو، في ظل توقعات بزيادة إضافية في المعروض قد تؤدي إلى استمرار الضغوط على الأسعار. كما أن التطورات الجيوسياسية، والتغيرات في سياسات التجارة العالمية، ستبقى عوامل رئيسية في تحديد اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة.
الاتجاه الهبوطي طويل الأجل للنفط الخام لا يزال قائماً، مع توجه أوبك+ نحو تخفيف قيود الإنتاج، ومواجهة الاقتصاد العالمي لضغوط الرسوم الجمركية.
خلاصة
تعيش أسواق النفط حالة من الترقب والحذر، مع تراجع الأسعار دون مستويات 65 دولارًا للبرميل لخام برنت، و61 دولارًا لخام غرب تكساس، وسط توقعات بزيادة إنتاج أوبك+ واحتمالات استمرار الضغوط البيعية. ويظل قرار التحالف المرتقب هو العامل الحاسم في رسم ملامح المرحلة المقبلة لسوق الطاقة العالمي.











