أكد الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، أن ما يجري في قطاع غزة “غير مقبول”، مشددا على ضرورة وقف القصف فورا، واحترام القانون الإنساني الدولي من جميع الأطراف، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة. جاء ذلك في مقابلة أجراها معه مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية، أندريا تورنييلي، حيث تصدرت الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة جدول الحديث.
وتحدث الكاردينال بارولين بحرقة عن المأساة المستمرة، قائلا إن الأطفال يموتون جوعا، والمدارس والمستشفيات تتعرض للقصف، ولا توجد مؤشرات على نية لوقف هذا التصعيد. وطالب الجماعة الدولية بتحمل مسؤولياتها والعمل بكل الوسائل لوقف هذه الكارثة، كما جدد مطالبة الفاتيكان لحركة حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن وإعادة جثث القتلى منهم.
وفي السياق نفسه، أبدى بارولين تأثره بمقتل اثنين من العاملين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وذكر بأنهما كانا ناشطين في العمل الإنساني والسلمي، محذرا من مخاطر تصاعد معاداة السامية في ظل أجواء الاحتقان.
أما بشأن الحرب في أوكرانيا، فأكد الكاردينال أن الفاتيكان لا يطرح نفسه كوسيط، بل كجهة محايدة مستعدة لاستضافة مباحثات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف أن البابا لاون الرابع عشر أعلن انفتاح الفاتيكان على دعم أي جهد يهدف إلى إنهاء النزاع الدامي في أوكرانيا، مؤكدا أهمية بدء المباحثات بشكل عاجل.
وأشار إلى أن السلام هو أحد أعمدة توجهات الفاتيكان الدبلوماسية، مستشهدا بكلمات البابا بولس السادس: “لا للحرب أبدا بعد الآن”، والتي كررها البابا الحالي في أول صلاة له بعد انتخابه.
وتطرقت المقابلة أيضا إلى رؤية الفاتيكان في استخدام وسائل الإعلام والذكاء الاصطناعي، حيث شدد بارولين على أهمية اتصالات مسؤولة خالية من العدوانية، ومحذرا من خطورة ترك القرارات الأخلاقية للآلات. وأكد ضرورة رقابة صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في ما يتعلق بالتأثير على الرأي العام عبر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.
وفي ختام المقابلة، أعرب الكاردينال عن تقديره للصحفيين الشجعان الذين يدافعون عن الحق والعدالة وحرية الوصول إلى المعلومات، مؤكدا أن هذه القيم هي جوهر رسالة الفاتيكان في العالم.










