• الخارجية الأمريكية: نتخذ كل الإجراءات لحماية شركاء واشنطن في المنطقة
  • المنشر | لكل ممنوع من النشر
الخميس, ديسمبر 18, 2025
موقع المنشر الاخبارى
  • الرئيسية
  • يحدث في مصر
  • عربي
  • العالم
  • بروفايل
  • تقارير
  • كواليس
  • رأي
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • يحدث في مصر
  • عربي
  • العالم
  • بروفايل
  • تقارير
  • كواليس
  • رأي
No Result
View All Result
موقع المنشر الاخبارى
  • الرئيسية
  • يحدث في مصر
  • عربي
  • العالم
  • بروفايل
  • تقارير
  • كواليس
  • رأي
Home أخبار رئيسية

من فيتنام إلى غزة: حين تعود النيران لاحتضان الطفلات

عامر هلال by عامر هلال
مايو 28, 2025
in أخبار رئيسية, العالم, تقارير, عربي
Reading Time: 3 mins read
0
من فيتنام إلى غزة: حين تعود النيران لاحتضان الطفلات 2025
0
SHARES
8
VIEWS
Share on FacebookShare on Twitter

في زمن ظننا فيه أن صور الحروب القديمة قد أصبحت دروسًا في كتب التاريخ، عادت النيران لتلتهم طفلة أخرى، هذه المرة في غزة.

بين صرخة “نونغ كوا” التي أطلقتها الطفلة الفيتنامية عام 1972، وذهول ورد الشيخ خليل تحت القصف الإسرائيلي عام 2025، تتجسد المأساة ذاتها بجسدين صغيرين، ونار واحدة، وصمت دولي يشيخ ولا يتغير.

من فيتنام إلى غزة: حين تعود النيران لاحتضان الطفلات 2025

صورتان تفصل بينهما خمسة عقود، ولكن توحدهما أمريكا، التي زودت القاتل بالسلاح في الحالتين، وتوحدهما نار الحرب التي تأكل الطفولة ولا تحترق هي أبداً.

هل تغير العالم فعلاً، أم أن الصورة صارت فقط أكثر وضوحاً؟

في صورة واحدة يمكن للتاريخ أن يختصر قرناً من الألم، تماماً كما فعلت صورة “طفلة النابالم” الفيتنامية عام 1972، وها هو المشهد يعيد إنتاج ذاته بفظاعة مرعبة في غزة، مايو 2025.طفلة تحترق، تركض من بين الركام والنار، لا تعرف لماذا فقدت عائلتها، ولا من أسقط الجحيم فوق رأسها.

لكن القاتل معروف: السلاح ذاته، والممول ذاته، والصمت الدولي ذاته. إنها مأساة تتكرر، لا لأن العالم يجهلها، بل لأنه اختار أن يتجاهلها.

بين فان ثي كيم فوك وورد الشيخ خليل نصف قرن، لكنه نصف قرن لم يمنع اشتعال الطفولة مجدداً تحت القنابل الأمريكية الصنع. فما الذي تغيّر حقاً؟ وأين اختفى الضمير العالمي الذي كان يوماً يستجيب لصورة؟

عندما تتكرر المأساة عبر العقود يكشف التاريخ أحياناً عن تشابهات مؤلمة تتجاوز الزمان والمكان، حيث تتكرر مشاهد المعاناة الإنسانية في صور متشابهة عبر العقود.

فبعد أكثر من نصف قرن من التقاط الصورة الشهيرة لفان ثي كيم فوك “طفلة النابالم” في فيتنام عام 1972، تظهر مشاهد مماثلة من قطاع غزة في مايو 2025، حيث طفلة فلسطينية تحاول النجاة من النيران بعد قصف إسرائيلي على مدرسة فهمي الجرجاوي.

تكشف هذه المقارنة عن استمرارية الدور الأمريكي في تزويد الأسلحة التي تستهدف المدنيين، وتسلط الضوء على التكرار المأساوي لاستهداف الأطفال في الصراعات المسلحة، مما يثير تساؤلات حول فعالية القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في زمن الحرب.

طفلة النابالم: صورة غيرت مجرى التاريخ اللحظة التي هزت العالم في الثامن من يونيو عام 1972، التقط المصور نيك أوت إحدى أشهر الصور في تاريخ التصوير الصحفي، والتي أصبحت رمزاً لوحشية الحروب.

كانت فان ثي كيم فوك، البالغة من العمر تسعة سنوات، تركض عارية مع مجموعة من الأطفال والجنود الفيتناميين الجنوبيين هرباً من هجوم بالنابالم استهدف قريتها ترانغ بانغ في محافظة تاي ننه جنوب شرق فيتنام.

أسقطت الطائرات الفيتنامية الجنوبية قنبلة نابالم على القرية بالخطأ، معتقدة أنها تستهدف مواقع الفيتكونغ، لكنها أصابت المدنيين المحتمين في معبد الكاو دائية.

تسببت قنابل النابالم، التي يمكن أن تصل درجة حرارتها إلى 1200 درجة مئوية، في حروق من الدرجة الثالثة غطت نحو نصف جسد الطفلة.

لم تكن الطفلة متوقعة أن تعيش بعد هذه الإصابات الخطيرة، وقد قُتل اثنان من أبناء عمومتها في نفس الهجوم. نقل المصور نيك أوت الطفلة بنفسه إلى المستشفى، منقذاً حياتها بهذا التصرف السريع.

تأثير الصورة على الرأي العام حصلت صورة “طفلة النابالم” على جائزة بوليتزر عام 1973، وأصبحت واحدة من أكثر الصور تأثيراً في حرب فيتنام.

رغم تردد محرري نيويورك تايمز في البداية لنشر الصورة بسبب عري الطفلة، إلا أنها نُشرت في النهاية على الصفحة الأولى في اليوم التالي للحادثة. يُعتقد أن هذه الصورة ساهمت في تغيير الرأي العام الأمريكي حول حرب فيتنام، وأقنعت العديد من الأمريكيين بالضغط على حكومتهم لإنهاء الصراع.

تذكر كيم فوك، التي تبلغ الآن 62 عاماً، أنها كانت تصرخ “نونغ كوا، نونغ كوا” أي “حار جداً، حار جداً” أثناء هروبها من النيران. قضت أكثر من عامين في المستشفيات والعيادات، وخضعت لسبعة عشر عملية جراحية.

رغم معاناتها الطويلة، تحولت فوك من ضحية إلى ناجية وناشطة للسلام، وأسست “مؤسسة كيم الدولية” لمساعدة الأطفال المتضررين من الحروب.

طفلة غزة: مأساة تتكرر في العصر الحديث مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي في 26 مايو 2025، استهدف الطيران الإسرائيلي مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج بمدينة غزة، والتي كانت تؤوي نازحين فلسطينيين.

أسفر القصف عن مقتل ما بين 20 إلى 52 شخصاً، بينهم 33 في المدرسة وحدها، معظمهم من الأطفال والنساء. وصف الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، ما حدث بأنه “مجزرة مروعة”.

تقع مدرسة فهمي الجرجاوي على مساحة 4000 متر مربع في حي الدرج بجوار مسجد فاطمة الزهراء، وتم تأسيسها عام 2001 بتمويل من السيد فهمي الجرجاوي.

تحولت المدرسة خلال الحرب الحالية إلى مأوى للنازحين الفلسطينيين الذين أُجبروا على ترك منازلهم في أجزاء أخرى من القطاع.

قصة الطفلة ورد الشيخ خليل من بين الناجين من هذه المجزرة، برزت قصة الطفلة ورد الشيخ خليل، البالغة من العمر خمس سنوات، والتي فقدت جميع أفراد عائلتها المكونة من ستة أشخاص في القصف.

وصفت الطفلة ما حدث بكلماتها البسيطة: “أنا سمعت بس صوت قنبلة هيك فرقعت”. قال عمها، إياد الشيخ خليل، إنه علم بما حدث من الأخبار، وأنه سيتكفل بتربية الطفلة اليتيمة.

أظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي طفلة تسير وسط النيران محاولة النجاة بنفسها من الحريق الهائل.

هذه المشاهد المؤلمة أثارت موجة من الغضب والاستياء عبر العالم، حيث قارن كثيرون بينها وبين صورة طفلة النابالم الفيتنامية قبل أكثر من نصف قرن.

السياق السياسي والتاريخي للمأساتين الدور الأمريكي في فيتنام خلال حرب فيتنام (1955-1975)، استخدمت القوات الأمريكية والحليفة لها أسلحة كيميائية محظورة دولياً، بما في ذلك قنابل النابالم والعامل البرتقالي.

كان النابالم سلاحاً حارقاً مدمراً يمكن أن يلتصق بالجلد ويحرق الضحايا حتى الموت، وقد استُخدم بشكل واسع ضد المدنيين في فيتنام.

أدى استخدام هذه الأسلحة إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين الفيتناميين، وترك آثاراً بيئية وصحية طويلة المدى.

صورة طفلة النابالم لعبت دوراً مهماً في تحويل الرأي العام الأمريكي ضد الحرب، وساهمت في الضغط الشعبي الذي أدى في النهاية إلى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام عام 1975. تُعتبر هذه الصورة مثالاً على قوة الصحافة في كشف حقائق الحروب وتأثيرها على الرأي العام.

الدعم الأمريكي لإسرائيل في غزة في السياق المعاصر، تواصل الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة.

في فبراير 2025، وافقت إدارة الرئيس دونالد ترامب على بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 7.4 مليار دولار، تشمل قنابل ثقيلة وصواريخ ومعدات عسكرية متنوعة. تسلمت إسرائيل شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية من طراز “إم كيه 84” في فبراير 2025، والتي تُستخدم في عمليات القصف الواسعة في قطاع غزة.

كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد جمدت بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، لكن إدارة ترامب رفعت هذه القيود فور توليها السلطة.

وصلت أكبر شحنة أسلحة في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى إسرائيل في أبريل 2025، شملت قنابل ثقيلة ومئات الصواريخ الاعتراضية وآلاف الذخائر الخارقة للتحصينات.

التشابهات والاختلافات بين المأساتين التشابهات المؤلمة تتشابه الحادثتان في عدة جوانب أساسية تكشف عن طبيعة متكررة لمعاناة الأطفال في الحروب. في كلا الحالتين، كانت الضحايا أطفالاً أبرياء لا ذنب لهم في الصراعات السياسية والعسكرية.

استُخدمت في الحالتين أسلحة أمريكية الصنع أو بدعم أمريكي مباشر، مما يسلط الضوء على الدور المستمر للولايات المتحدة في تزويد الأسلحة في مناطق الصراع.

كلا الصورتين أثارتا ردود فعل عاطفية قوية عالمياً، وأصبحتا رمزين لوحشية الحروب وتأثيرها على المدنيين الأبرياء. في الحالتين، كان الأطفال يحاولون الهرب من النيران، مما يُظهر الغريزة الإنسانية الأساسية للبقاء وسط الرعب. كما أن كلا الحادثتين وقعتا في مناطق مدنية، مما يُظهر التجاهل الصارخ لقوانين الحرب الدولية التي تحمي المدنيين.

الاختلافات في السياق والاستجابة رغم التشابهات، توجد اختلافات مهمة بين الحادثتين. صورة طفلة النابالم في فيتنام أدت في النهاية إلى تحول في الرأي العام الأمريكي وساهمت في إنهاء الحرب، بينما مشاهد غزة الحالية لم تؤد حتى الآن إلى تغيير جوهري في السياسة الأمريكية أو الإسرائيلية. في الواقع، تشير التقارير إلى أن إسرائيل تلقت دعماً عسكرياً إضافياً من الولايات المتحدة بعد هذه الأحداث.

من ناحية أخرى، فإن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة جعل مشاهد غزة تنتشر بشكل أوسع وأسرع من صورة فيتنام في السبعينيات.

لكن هذا الانتشار الواسع لم يترجم بعد إلى ضغط سياسي فعال لوقف الصراع، مما يثير تساؤلات حول تأثير الصحافة والإعلام في العصر الرقمي مقارنة بالعصر التناظري.

ردود الفعل الدولية والإقليمية الاستجابة لصورة طفلة النابالم حازت صورة فان ثي كيم فوك على اهتمام إعلامي عالمي واسع، وحصل المصور نيك أوت على جائزة بوليتزر عام 1973.

أصبحت الصورة رمزاً لمناهضة الحرب، واستُخدمت في الاحتجاجات ضد حرب فيتنام في جميع أنحاء العالم. ساهمت هذه الصورة، إلى جانب تطورات أخرى، في تنامي المعارضة الشعبية للحرب في الولايات المتحدة، مما أدى في النهاية إلى انسحاب القوات الأمريكية.

تحولت كيم فوك نفسها إلى ناشطة للسلام، وأصبحت سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو. انتقلت إلى كندا في التسعينيات، حيث أسست مؤسسة خيرية لمساعدة الأطفال ضحايا الحروب.

في مقابلة حديثة، قالت: “لم أعد ضحية حرب. أنا ناجية أشعر كأنني قبل 50 عاماً كنت ضحية، لكن الآن أصبحت صديقة ومساعدة وأماً وجدة وناجية تنادي بالسلام”.

ردود الفعل على مأساة غزة انتشرت مشاهد الطفلة الفلسطينية وسط النيران بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع تعليقات من شخصيات عامة ونشطاء حول العالم.

قارن العديد من المعلقين بين هذه المشاهد وصورة طفلة النابالم، مؤكدين على التشابه المؤلم بين الحادثتين. نشر السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة، حسام زملط، الفيديو مع تعليق يصف معاناة الطفلة.

رغم الانتشار الواسع لهذه المشاهد، لم تؤد إلى تغيير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. في الواقع، واصلت الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالأسلحة، وأعلنت في مايو 2025 عن صفقات أسلحة جديدة بمليارات الدولارات.

كما أن الرئيس ترامب أثار قلق إسرائيل بتركيزه على العلاقات مع دول الخليج وتجاهله النسبي للقضايا الإسرائيلية في جولته الشرق أوسطية.

الدور الأمريكي المستمر في تزويد الأسلحة من النابالم إلى القنابل الذكية يكشف تحليل الحادثتين عن استمرارية الدور الأمريكي في تزويد الأسلحة التي تُستخدم ضد المدنيين، وإن اختلفت طبيعة هذا الدور عبر العقود.

في فيتنام، كانت القوات الأمريكية تستخدم النابالم مباشرة ضد أهداف مدنية، بينما في غزة تزود الولايات المتحدة إسرائيل بأسلحة متطورة تُستخدم في قصف المدنيين الفلسطينيين.

تطورت طبيعة الأسلحة الأمريكية من النابالم البدائي في السبعينيات إلى القنابل الموجهة بالدقة والصواريخ المتطورة في 2025.

قنابل “إم كيه 84” التي تستلمها إسرائيل حالياً هي أسلحة أكثر تدميراً من النابالم، ويمكنها تدمير مبان كاملة وقتل عشرات الأشخاص في ضربة واحدة. هذا التطور التقني لم يقلل من معاناة المدنيين، بل زاد من حجم الدمار والخسائر البشرية.

السياسة الأمريكية والمصالح الاستراتيجية تعكس استمرارية الدعم العسكري الأمريكي في كلا الحالتين أولويات السياسة الخارجية الأمريكية والمصالح الاستراتيجية.

في فيتنام، كان الهدف محاربة الشيوعية في إطار الحرب الباردة، بينما في الشرق الأوسط الحالي، تركز الولايات المتحدة على دعم إسرائيل كحليف استراتيجي في مواجهة إيران وحلفائها. هذا التركيز على المصالح الاستراتيجية غالباً ما يتجاهل الاعتبارات الإنسانية والقانون الدولي.

إدارة ترامب الحالية تُظهر التزاماً قوياً بدعم إسرائيل عسكرياً، حيث رفعت القيود التي فرضتها إدارة بايدن السابقة على بعض شحنات الأسلحة.

هذا الدعم المتزايد يأتي رغم التوثيق الواسع لاستخدام الأسلحة الأمريكية في قتل المدنيين الفلسطينيين، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بالقانون الدولي الإنساني.

التأثير على الرأي العام والضمير العالمي قوة الصورة في تشكيل الوعي تُظهر كلا الحادثتين القوة الهائلة للصور والمشاهد المؤثرة في تشكيل الرأي العام والضمير الإنساني.

صورة طفلة النابالم أصبحت أيقونة مناهضة الحرب وساهمت في تغيير مجرى التاريخ، بينما مشاهد طفلة غزة تثير نفس المشاعر لكن في عصر مختلف تماماً. الفرق الأساسي يكمن في طبيعة انتشار المعلومات وسرعتها، حيث انتشرت مشاهد غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في دقائق معدودة.

لكن هذا الانتشار السريع لم يترجم بعد إلى تغيير سياسي فعال، مما يثير تساؤلات حول تأثير الإعلام في العصر الرقمي.

ربما يكون الإفراط في المعلومات والصور المؤلمة قد أدى إلى نوع من “التخدير العاطفي” لدى الجمهور، أو ربما تكون الأنظمة السياسية الحالية أكثر مقاومة للضغط الشعبي من أنظمة السبعينيات.

التحديات أمام التغيير تواجه جهود تحقيق العدالة والمساءلة في حالة غزة تحديات أكبر من تلك التي واجهتها حركة مناهضة حرب فيتنام.

في السبعينيات، كان الرأي العام الأمريكي موحداً إلى حد كبير ضد الحرب، بينما في الحالة الحالية، يبدو الرأي العام الأمريكي منقسماً حول القضية الفلسطينية. كما أن نظام الإعلام الحالي أكثر تشرذماً وتنوعاً، مما يجعل من الصعب تحقيق إجماع حول قضية معينة.

من ناحية أخرى، فإن القانون الدولي اليوم أكثر تطوراً من السبعينيات، ويوجد محاكم دولية ومؤسسات حقوق إنسان لم تكن موجودة آنذاك. لكن هذه المؤسسات تواجه تحديات في تطبيق القانون على القوى العظمى وحلفائها، مما يحد من فعاليتها في حالات مثل غزة.

الخلاصة: دروس لم نتعلمها بعد استمرارية المعاناة الإنسانية تكشف المقارنة بين طفلة النابالم الفيتنامية وطفلة غزة عن حقيقة مؤلمة: رغم مرور أكثر من نصف قرن، لا تزال الأطفال الأبرياء يدفعون ثمن الصراعات السياسية والعسكرية.

تطورت الأسلحة وتغيرت طبيعة الحروب، لكن المعاناة الإنسانية تبقى ثابتة في جوهرها. هذا الاستمرار يعكس فشل المجتمع الدولي في تعلم الدروس من التاريخ وتطبيق القوانين الدولية بفعالية.

الدور الأمريكي في كلا الحادثتين يسلط الضوء على المسؤولية الأخلاقية والقانونية للدول المصدرة للأسلحة. الولايات المتحدة، كأكبر مصدر للأسلحة في العالم، تتحمل مسؤولية خاصة في ضمان عدم استخدام أسلحتها ضد المدنيين.

لكن السجل التاريخي يُظهر أن المصالح الاستراتيجية غالباً ما تتفوق على الاعتبارات الإنسانية في صنع السياسة الأمريكية.

الحاجة إلى مساءلة دولية فعالة تبرز الحاجة الملحة لآليات مساءلة دولية أكثر فعالية لمنع تكرار مثل هذه المآسي.

المحكمة الجنائية الدولية والمؤسسات الدولية الأخرى بحاجة إلى صلاحيات أوسع وقدرة أكبر على تطبيق القانون دون تمييز. كما أن هناك حاجة لآليات أكثر فعالية لمنع تصدير الأسلحة إلى الدول التي تستخدمها ضد المدنيين.

الضمير الإنساني العالمي، الذي تحرك بقوة في السبعينيات استجابة لصورة طفلة النابالم، يحتاج إلى تنظيم أفضل وتأثير أكبر في العصر الحالي.

مشاهد طفلة غزة تُظهر أن المعاناة الإنسانية لا تزال قادرة على تحريك المشاعر، لكن هذا التحرك يحتاج إلى ترجمة في شكل عمل سياسي ومؤسسي فعال لوقف هذه الدورة المؤلمة من العنف ضد الأبرياء.

تُظهر هذه المأساة المزدوجة — من طفلة النابالم في فيتنام إلى طفلة غزة في قلب صراعات اليوم — الوجه القبيح لنظام عالمي يتغاضى عن دماء الأطفال ويُغذي آلة الحرب بأحدث الأسلحة وأثقلها.

أمريكا، القوة العظمى والمصدر الأكبر للأسلحة، تتحمل مسؤولية مباشرة في استمرار معاناة الشعوب، إذ تستمر في دعم الاحتلال الصهيوني بكل ما يلزم من قنابل وصواريخ، متجاهلة أبسط القوانين الإنسانية الدولية.

أما الحكومات الأوروبية والعربية، فرغم مواقفها المعلنة، فقد أثبتت صمتها المريب، وتواطؤها السياسي والاقتصادي الذي يمنح الاحتلال غطاءً شرعياً ويُبقي شعوبها في دائرة المعاناة والصمت.

هذا التواطؤ الدولي يشكل وصمة عار في تاريخ الإنسانية، حيث تُضحى دماء الأطفال وأحلامهم رهينة في لعبة المصالح والهيمنة.

لا يمكن لأي مجتمع يدّعي الإنسانية أن يقبل استمرار هذه الجرائم بلا مساءلة أو محاسبة، فلا بد من تحرك حقيقي وعاجل لإيقاف هذا العبث، وإعادة الحقوق لأصحابها، وقطع الطريق على من يبيعون الأسلحة لحرق الطفولة وطمس الأمل. فحينما تُغتال الطفولة، يُقتل المستقبل، ويُخنق صوت الضمير الإنساني للأبد.

Post Views: 86
Tags: أخبار عاجلهإسرائيلالتواطؤ العربي مع الاحتلالالصمت الدولي على جرائم الحربالكيل بمكيالين في السياسة الدوليةالنابالم الأمريكي والدم الفلسطينيالنفاق الأوروبي في القضايا الإنسانيةالنكسة الأخلاقية للغربانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطينجرائم إسرائيل بدعم أمريكيجرائم الاحتلال الصهيوني ضد الأطفالجرائم الحرب في غزةدعم أمريكا لإسرائيلدور الحكومات العربية في تطبيع العلاقات مع إسرائيلغزةقصف الأطفال في فلسطينمأساة غزة والطفولةمسؤولية الغرب عن معاناة أطفال غزة
Previous Post

خصومات وهمية وضغوط نفسية.. كيف تورطت “شي إن” في انتهاك حقوق المستهلك؟

Next Post

سندات أرامكو تكشف المستور.. هل دخلت السعودية حقبة الديون الثقيلة؟

عامر هلال

عامر هلال

Related Posts

البنك المركزي الروسي يخطط لرفع دعوى قضائية ضد المؤسسات الأوروبية لاسترداد الأصول وتعويض الأرباح المفقودة 2025
أخبار رئيسية

البنك المركزي الروسي يخطط لرفع دعوى قضائية ضد المؤسسات الأوروبية لاسترداد الأصول وتعويض الأرباح المفقودة

ديسمبر 18, 2025
مصر تعتمد اتفاقية استكشاف واستثمار الهيدروكربونات في الصحراء الغربية لتعزيز الإنتاج وخفض واردات الطاقة 2025
أخبار رئيسية

مصر تعتمد اتفاقية استكشاف واستثمار الهيدروكربونات في الصحراء الغربية لتعزيز الإنتاج وخفض واردات الطاقة

ديسمبر 18, 2025
مصر تطالب بنشر قوة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة لضمان الاستقرار وحماية المدنيين 2025
أخبار رئيسية

مصر تطالب بنشر قوة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة لضمان الاستقرار وحماية المدنيين

ديسمبر 18, 2025
إيطاليا وليبيا تتعاونان لإنقاذ المراكز التاريخية في بنغازي 2025
أخبار رئيسية

إيطاليا وليبيا تتعاونان لإنقاذ المراكز التاريخية في بنغازي

ديسمبر 18, 2025
مصر وإيطاليا تبحثان تنظيم الهجرة الشرعية عبر التدريب وربط المهارات بسوق العمل 2025
أخبار رئيسية

مصر وإيطاليا تبحثان تنظيم الهجرة الشرعية عبر التدريب وربط المهارات بسوق العمل

ديسمبر 18, 2025
عاجل / توقف مباراة الامارات والسعوديةفى كأس العرب بقطر بسبب الامطار الغزيرة 2025
أخبار رئيسية

عاجل / توقف مباراة الامارات والسعوديةفى كأس العرب بقطر بسبب الامطار الغزيرة

ديسمبر 18, 2025
Next Post
سندات أرامكو تكشف المستور.. هل دخلت السعودية حقبة الديون الثقيلة؟ 2025

سندات أرامكو تكشف المستور.. هل دخلت السعودية حقبة الديون الثقيلة؟

Recent News

البنك المركزي الروسي يخطط لرفع دعوى قضائية ضد المؤسسات الأوروبية لاسترداد الأصول وتعويض الأرباح المفقودة 2025

البنك المركزي الروسي يخطط لرفع دعوى قضائية ضد المؤسسات الأوروبية لاسترداد الأصول وتعويض الأرباح المفقودة

ديسمبر 18, 2025
مصر تعتمد اتفاقية استكشاف واستثمار الهيدروكربونات في الصحراء الغربية لتعزيز الإنتاج وخفض واردات الطاقة 2025

مصر تعتمد اتفاقية استكشاف واستثمار الهيدروكربونات في الصحراء الغربية لتعزيز الإنتاج وخفض واردات الطاقة

ديسمبر 18, 2025
مصر تطالب بنشر قوة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة لضمان الاستقرار وحماية المدنيين 2025

مصر تطالب بنشر قوة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في غزة لضمان الاستقرار وحماية المدنيين

ديسمبر 18, 2025
إيطاليا وليبيا تتعاونان لإنقاذ المراكز التاريخية في بنغازي 2025

إيطاليا وليبيا تتعاونان لإنقاذ المراكز التاريخية في بنغازي

ديسمبر 18, 2025

هو مساحة الواقفين في الميدان على مفترق الطرق ، بين رؤية الانظمة ، و مقولات المعارضة!بين استبداد السلطة ، و عشوائية كثير من خصومها ! لذا ، كن على حذر عزيزي القاريء و ادخل برجلك اليمين و لا تتوقع أن تجد لدينا وجبة إعلامية تقليدية ، أبيض او أسود !
فنحن معارضون للنظام . لكننا مع الوطن !
نحن رافضون لأغلب سلوكيات المعارضة ، لكننا مع الديمقراطية و قبول الآخر .
ربما تحتار لكي تفهمنا و ربما يصدمك ما سوف تقرأه عندنا !
لأننا سوف ننتقد الجميع !
لكننا نعدك بأنك ستقابل عالما آخر.

Follow Us

أبواب الموقع

  • Uncategorized
  • أخبار رئيسية
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • العالم
  • الفن
  • بروفايل
  • تقارير
  • حقوق الأنسان
  • خبر عاجل
  • رأي
  • صحافة المواطن
  • صحة
  • عربي
  • كواليس
  • يحدث في مصر

إدارة التحرير

المشرف العام :
Steven kingsley
المشرف على التحرير:
إياد بوعلمي
عدنان صباغ
عزيز المصرى
كيرة ناصر

عن المنشر

تقرأ ما يجعلك تفكر .. و تظل تفكر و تفكر .. على رأي عبدالمنعم مدبولي ..
و في كل الأحوال ..
شرفت و نورت .. و أهلا بك و بمقترحاتك و أفكارك دائما

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

Add New Playlist

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • عربي
  • يحدث في مصر
  • العالم
  • تقارير
  • بروفايل
  • كواليس