شن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، غارات جوية استهدفت مطار صنعاء الدولي في اليمن، مما أدى إلى تدمير ما وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ”آخر طائرة حوثية” قابلة للتشغيل كانت لا تزال متمركزة هناك.
وقال كاتس إن هذه الضربة تمثل خطوة حاسمة في فرض حصار جوي وبحري محتمل على الحوثيين، في محاولة لردعهم عن شن مزيد من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، والتي تكررت خلال الأسبوع الماضي، رغم أنها لم تسفر سوى عن مقتل إسرائيلي واحد في يوليو/تموز 2024.
وفي مؤتمر صحفي، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن “من لا يفهم الرسالة بالقوة، سيفهمها بقوة أعظم”، مضيفا أن التهديد الحقيقي لا يكمن فقط في الحوثيين، بل في إيران التي وصفها بالعقل المدبر والداعم الرئيسي للهجمات القادمة من اليمن.
تداعيات الهجمات الحوثية
ورغم محدودية الخسائر البشرية، فإن الهجمات الحوثية أثرت بشكل كبير على الحياة اليومية في إسرائيل. إذ أجبرت ملايين المواطنين على اللجوء إلى الغرف الآمنة، وأدت إلى انسحاب شركات طيران دولية من مطار بن غوريون، خصوصا بعد الحادث الأمني الخطير الذي وقع في وقت سابق من مايو/أيار.
وحتى يوليو 2024، كانت إسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة في الرد على هجمات الحوثيين. لكن منذ ذلك الحين، شنت تل أبيب نحو 10 ضربات جوية مباشرة على أهداف حوثية شملت ميناء الحديدة، ومطار صنعاء، ومنشآت بنية تحتية حساسة، في تحول نوعي في قواعد الاشتباك الإسرائيلية تجاه اليمن.
عزلة إسرائيلية ومواقف دولية
خلال عام 2025، كانت إدارة ترامب قد نفذت عمليات عسكرية أكثر عنفا ضد الحوثيين، لكنها توقفت بعد التوصل إلى اتفاق مؤقت نص على وقف استهداف السفن الأمريكية. ونتيجة لذلك، باتت إسرائيل تواجه الحوثيين بمفردها دون دعم مباشر من واشنطن، في ظل موقف أمريكي حذر من التصعيد في اليمن.
سيناريوهات الردع الإسرائيلية
يرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الوسيلتين الأكثر فاعلية لوقف هجمات الحوثيين تتمثلان في:
إبرام هدنة جديدة مع حماس، تؤدي إلى تهدئة إقليمية تقلل من دوافع الحوثيين لإطلاق النار.
دعم الفصائل اليمنية السنية المعارضة للحوثيين، بهدف تقليص نفوذ الجماعة في اليمن، وهي خطوة يرى محللون أنها تتطلب غطاء أمريكيا غير متوفر حاليا.
الهجوم الإسرائيلي الأخير على مطار صنعاء يشكل تحولا لافتا في تعامل إسرائيل مع التهديدات القادمة من اليمن، ويعكس سياسة أكثر هجومية تجاه وكلاء إيران في المنطقة. ومع تزايد عزلة تل أبيب في مواجهة الحوثيين، يظل المشهد مرشحا لمزيد من التصعيد، في ظل غياب حلول سياسية شاملة وفعالة على المستوى الإقليمي والدولي.










