ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في مذكرة تحليلية، أن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة قد وصلت، على ما يبدو، إلى طريق مسدود، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات في أروقة السياسة الأمريكية حول أهداف إيران الحقيقية من برنامجها النووي.
وأشار كاتبا المذكرة، راي تيكي، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية، ورويل مارك غيرشت، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعاملت مع الملف النووي الإيراني بنهج غامض في بدايات المفاوضات، وهو ما فاجأ طهران وأثار ارتياحها في البداية.
غير أن هذا الارتياح لم يدم طويلا، إذ سرعان ما تبنت الإدارة موقفا أكثر تشددا، معلنة بوضوح رفضها لأي استمرار في تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.
ولفت الكاتبان إلى أن ترامب، في ظل هذه المعطيات، يبدو مصمما على تصوير الوضع الحالي كـ”انتصار” دبلوماسي، مستفيدا من حقيقة أن إيران لم تجر أي اختبار نووي حتى الآن.
وقالت المذكرة: “في مثل هذه الظروف، فإن ترامب يفضل الحفاظ على الوضع الراهن، وضع تمتنع فيه طهران عن اختبار الأسلحة النووية”.
تساؤلات استراتيجية: لماذا لم تمتلك إيران السلاح النووي بعد؟
تساءل تيكي وغيرشت عن السبب الحقيقي وراء تأخر إيران في امتلاك سلاح نووي حتى اليوم، على الرغم من امتلاكها شبكة معقدة من عمليات التهريب للمواد ذات الاستخدام المزدوج، وقدرات هندسية وبشرية لا تقل عن تلك التي كانت تمتلكها باكستان عندما صنعت قنبلتها النووية في عام 1998.
وفيما تشير تقارير إلى أن احتياطي إيران من اليورانيوم المخصب قد ارتفع بشكل حاد في الفترة بين 2021 و2025، إلا أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لم يعط الضوء الأخضر لإجراء أي تجربة نووية خلال عهد إدارة الرئيس جو بايدن، ما يعزز الغموض حول النوايا الحقيقية لطهران.
خيار العمل العسكري: خيار غير مفضل لترامب
وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب قد يفكر، في حال نفد صبره، في منح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ هجمات ضد المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، إلا أن المذكرة أكدت أن مثل هذا الخيار “غير جذاب” بالنسبة له، نظرا لأنه يتطلب تدخلا عسكريا أميركيا مباشرا، وهو ما لا يبدو ضمن أولوياته.
العودة إلى الضغط الأقصى؟
وخلصت المذكرة إلى أن الخيار الأكثر ترجيحا لدى ترامب في الوقت الراهن هو مواصلة المفاوضات ومنع أي تحرك عسكري إسرائيلي منفرد، بالتوازي مع إعادة تفعيل سياسة “الضغط الأقصى” على طهران عبر العقوبات.
لكن هذا المسار، رغم تفضيله من كلا الحزبين في واشنطن تاريخيا، يواجه شكوكا متزايدة بشأن قدرته على وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني.
وأكد الكاتبان أن إدارة ترامب الأولى كانت تراهن على أن الضغوط الاقتصادية الشديدة قد تسقط النظام الإيراني أو على الأقل تجبره على تقديم تنازلات كبرى، إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى أن هذه المقاربة لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، ما يبقي الملف النووي الإيراني مفتوحا على كل الاحتمالات.











