في تصعيد أمني جديد يعكس هشاشة الوضع في العاصمة الليبية طرابلس، اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة للمليشيا المعروفة باسم “قوة التدخل والسيطرة” مقر المؤسسة الوطنية للنفط في منطقة طريق السكة، وذلك في وقت مبكر من صباح اليوم، الأربعاء 28 مايو 2025.
المجموعة المسلحة، التي يقودها أحمد الزقل الملقب بـ”المريندا”، تعتبر من أبرز قادة المليشيات المتحالفة مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
المريندا، الذي ينحدر من مدينة مصراتة، يشغل منصب قائد قوة التدخل السريع في المدينة، وهو مطلوب من قبل النائب العام الليبي في عدة قضايا تتعلق بجرائم قتل.
وفقًا لشهادات موظفين داخل المؤسسة، قامت المجموعة المسلحة باقتحام المبنى، مهددة العاملين والمديرين، وطالبت بتسليم عقود عمل وصفقات مالية، بالإضافة إلى فرض إتاوات على بعض الإدارات.
وقد أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، عناصر مسلحة داخل المبنى وهم يوجهون تهديدات مباشرة للموظفين.
في بيان مشترك، أعلنت “كتائب وسرايا الثوار” في مصراتة براءتها من هذه المجموعات المسلحة، مؤكدة أن هذه التصرفات تتنافى مع مبادئ الثورة الليبية. كما أكدت أن هذه العناصر لا تمثل المدينة أو الثورة، وأنها تعمل خارج إطار القانون.
المريندا، الذي يُعتبر من أبرز القادة العسكريين في مصراتة، يواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل خارج إطار القانون.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام مقر المؤسسة الوطنية للنفط من قبل مجموعات مسلحة، حيث تعرض المقر لعدة محاولات اقتحام في السنوات الماضية، كان آخرها في يوليو 2022، عندما حاولت مجموعة مسلحة فرض إدارة جديدة بالقوة، مما أدى إلى مواجهات مع حراس المنشآت النفطية.
هذه الحوادث تسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها المؤسسات الحكومية في ليبيا، وتؤكد على ضرورة تعزيز سيادة القانون وتفعيل دور الأجهزة الأمنية لضمان حماية المنشآت الحيوية والعاملين بها.










