تعرض ميناء كيرغان، الواقع في مديرية ميناب بإقليم بلوشستان جنوب شرق إيران، لحملة عسكرية قمعية واسعة النطاق صباح اليوم الخميس، 29 مايو 2025. أسفرت هذه الحملة عن اعتقال جماعي لأكثر من 40 مواطنا وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين بطلقات نارية، وفقا لما أفادت به منظمة “حال وش” الحقوقية البلوشية.
اقتحمت عشرات الآليات العسكرية والوحدات الخاصة التابعة للقوات الإيرانية الميناء بحجة “مكافحة تهريب الوقود”. وخلال العملية، قامت القوات بـتدمير وحرق ممتلكات المواطنين، مما أدى إلى فرض أجواء أمنية مشددة على المنطقة.
مواجهات عنيفة واعتداءات بالأسلحة النارية
أفادت مصادر محلية أن القوات العسكرية الإيرانية تمركزت في شوارع وأزقة المدينة منذ ساعات الصباح الأولى، وقامت بإغلاق بعض الطرق الرئيسية. ردا على ذلك، حاول الأهالي عرقلة تقدم القوات بإحراق الإطارات في عدة مناطق من المدينة. إلا أن الضباط واصلوا قمعهم باستخدام كامل معداتهم، بما في ذلك سيارات الإطفاء للسيطرة على الحرائق.
خلال هذا الهجوم، أطلقت القوات الخاصة الإيرانية طلقات الخرطوش (الشوزن) على المدنيين، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 15 مواطنا بجروح. كما أفادت مصادر “حال وش” أن العديد من المعتقلين استهدفوا بنفس النوع من الرصاص، وأنهم كانوا في “حالة بدنية سيئة” عقب الاعتقال.
تراجع القوات واعتقالات واسعة النطاق
اشتد الصراع بين الأهالي والقوات الإيرانية. ومع المقاومة الواسعة من سكان بندر كيرغان، اضطرت القوات المهاجمة إلى التراجع والعودة إلى مقرها. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الجو الأمني يسود المدينة.
وتشير المعلومات الواردة اليوم إلى اعتقال ما لا يقل عن 40 من سكان المنطقة خلال هذه المداهمة. كما قامت القوات العسكرية بـمصادرة أو نهب عدد كبير من الدراجات النارية والمركبات الشخصية (دراجات نارية وسيارات).
تصعيد مستمر لسياسات القمع
تعتبر حملة النشطاء البلوش أن “إرسال القوات العسكرية والوحدات الخاصة إلى بندر كيرغان هو استمرار لمشروع قمع المواطنين بإعلان وتحذير قائد شرطة ميناب”. وسبق لحملة النشطاء البلوش أن ذكرت في مقطع فيديو سابقا أن “تم إرسال العشرات من المركبات العسكرية والقمعية من ميناب إلى ميناء كيرغان لقمع المواطنين البلوش بحجة مكافحة تهريب الوقود”.
وفي سياق متصل، كان قائد شرطة مقاطعة ميناب قد أعلن في بيان صادر في السابع من مايو 1404 أنه سيشن غارات على ميناءي كولاهي وكيرغان “لمكافحة تهريب الوقود”.
وبعد أيام قليلة، في الحادي عشر من مايو، هاجمت القوات العسكرية بندر كولاهي، ما أسفر عن إصابة 36 شخصا على الأقل واعتقال العشرات.
وكان مرصد بلوشستان قد أفاد في وقت سابق عن “مرور كثيف للقوات العسكرية عبر سوق ميناب”، ونشر مقطع فيديو أظهر “أكثر من 200 مركبة عسكرية وأمنية”، مما يشير إلى تحضيرات مسبقة لهذه الحملة القمعية المتصاعدة في إقليم بلوشستان.










