كشفت مصادر مطلعة لموقع “أكسيوس” أن قادة السعودية وقطر والإمارات حذروا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للمنطقة من تداعيات شن هجوم عسكري على إيران، وأكدوا دعمهم للمسار التفاوضي بغية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران.
وبحسب التقرير، أعرب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، عن مخاوفهم من ردود انتقامية مباشرة على دول الخليج، في حال تنفيذ ضربة أمريكية أو إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، خصوصا أن هذه الدول تستضيف قواعد عسكرية أميركية على أراضيها.
الخليج يخشى التصعيد ويدعم المسار الدبلوماسي
وقال مصدر شارك في المحادثات إن الأمير القطري حذر ترامب صراحة من أن دول الخليج “ستكون الأكثر تضررا” من أي تصعيد عسكري.
فيما شددت الإمارات على أولوية التوصل إلى حل دبلوماسي شامل، وعبرت السعودية عن قلقها من أن يؤدي عمل عسكري إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وعرقلة مشاريع التنمية الجارية في المملكة والمنطقة.
وأكد مسؤولون أمربكيون للموقع أن الزعماء الثلاثة أبدوا دعما واضحا لجهود ترامب التفاوضية، في وقت أشار فيه الرئيس الأمريكي، في تصريحات أدلى بها الأربعاء، إلى أنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملف إيران، وحذره من تنفيذ ضربة أحادية، مشيرا إلى أن هناك إمكانية للتوصل إلى “وثيقة قوية جدا” مع إيران خلال أسبوعين.
تحول في الموقف الخليجي منذ 2015
ويعتبر هذا الموقف الخليجي تحولا لافتا مقارنة بموقف السعودية والإمارات عام 2015، عندما عارضتا بشدة الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية.
أما اليوم، فتركز دول الخليج على تفادي التصعيد والانخراط في مسارات استقرار وتنمية بدل التورط في صراعات إقليمية.
ويأتي هذا التوجه في سياق تحسن تدريجي للعلاقات بين الرياض وطهران، إضافة إلى إعادة الإمارات فتح قنوات دبلوماسية مع إيران.
وكانت زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران الشهر الماضي، ولقاؤه مع المرشد الإيراني علي خامنئي، قد اعتبرت مؤشرا قويا على معارضة السعودية لأي عمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.










