شهدت العاصمة الليبية طرابلس مؤخراً تطورات أمنية مهمة تتعلق باللواء 444 قتال، إحدى أبرز القوى المسلحة في المنطقة الغربية والذراع المسلحة لحكومة الدبيبة، وسط تساؤلات حول مستقبل هذه القوة ودورها في المعادلة الأمنية الليبية.
انشقاق داخل اللواء
كشفت مصادر ليبية عن انشقاقات كبيرة داخل صفوف لواء 444 قتال، وذلك على خلفية الخلافات الحادة التي نشبت بين عناصره وقادته حول تقاسم الغنائم التي تم الاستيلاء عليها من بيت المضغوطة، والتي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار أمريكي.
وتفيد المصادر بأن الخلافات تصاعدت بشكل كبير بعد عملية السيطرة على البيت، حيث نشب صراع محموم بين الأطراف المتنازعة على الحصص الأكبر من الأموال والممتلكات المصادرة.
هذا وقد أدت هذه الانقسامات الداخلية إلى حالة من الفوضى والارتباك في صفوف اللواء، وسط تساؤلات حول مستقبل هذه القوة وتأثير هذه الأحداث على المشهد الأمني في المنطقة. مقتل عبدالغني الككلي وتداعياته شهدت العاصمة الليبية في منتصف مايو 2025 أحداثاً أمنية مهمة بدأت بمقتل عبدالغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار.
وقع هذا الحادث خلال اجتماع في مقر اللواء 444 قتال، حيث اندلع تبادل لإطلاق النار بعد فشل مفاوضات تهدف إلى تسوية خلافات بين جهاز دعم الاستقرار وقوات أخرى.
وأصدر آمر اللواء 444 بياناً رسمياً كشف فيه عن تفاصيل جديدة تتعلق بمقتل الككلي، موضحاً أن الحادثة وقعت في “لحظة خيانة” حيث تم رفع السلاح في وجه عناصر اللواء داخل المعسكر، ما استدعى رداً مباشراً على التهديد. نفى البيان أن يكون اللواء قد بادر إلى استخدام القوة دون مبرر.
العمليات العسكرية والسيطرة على مقرات الاستقرار
و أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الدبيبة عن انتهاء العملية العسكرية بنجاح والسيطرة الكاملة على مقرات جهاز دعم الاستقرار. تمكنت القوات الحكومية وعلى رأسها اللواء 444 قتال واللواء 111 مجحفل من الدخول إلى كل مقرات جهاز دعم الاستقرار والجهات التابعة له في عملية سريعة.
وجه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة التحية إلى وزارتي الداخلية والدفاع، مشيراً إلى أنهم حققوا “إنجازاً كبيراً في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة”. أكد الدبيبة أن ما تحقق يُشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية وترسيخ مبدأ ألا مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة.
اللواء 444 قتال: نشأة وتطور
ويُعتبر اللواء 444 قتال أحد أهم التشكيلات العسكرية في غرب ليبيا، حيث تأسس عام 2019 على أنقاض الكتيبة 20-20 التي أنشأها محمود حمزة بعد انشقاقه عن ميليشيا قوة الردع. يقود هذا اللواء حالياً العقيد محمود حمزة، الذي يُعتبر من أهم القيادات العسكرية النافذة في الغرب الليبي.
تبسط هذه القوة نفوذها على مساحة كبيرة من ضواحي طرابلس وصولاً إلى مدينة ترهونة وبني وليد حتى جبل نفوسة غرباً، والى تخوم مدينة الشويرف جنوباً. لعب اللواء دوراً مهماً في معركة طرابلس ضد قوات الجنرال خليفة حفتر، كما شارك في عمليات تطهير مناطق جنوب طرابلس من العصابات المسلحة.
شدد آمر اللواء 444 على أن وحداته لم تنخرط في ممارسات خارج القانون، ولم تنشئ سجوناً سرية أو تمارس انتهاكات ضد المدنيين. أضاف أن جميع العمليات التي ينفذها اللواء تهدف إلى حماية المدنيين ومكافحة الجريمة، وضمن ما تقتضيه المصلحة الأمنية.
أكد آمر اللواء أن القوة “لا تسعى إلى السلطة أو المال”، بل تعمل منذ سنوات على تأمين المدن ومحاربة تهريب المخدرات وتعزيز الاستقرار. هذه التصريحات تأتي في سياق محاولات تبرير الدور الأمني للواء وتوضيح موقفه من الأحداث الأخيرة










