فرضت الصين، أكبر مستورد للدواجن البرازيلية، حظراً شاملاً على واردات الدواجن ومنتجاتها من البرازيل بعد اكتشاف أول حالة لإنفلونزا الطيور في مزرعة تجارية بجنوب البلاد، وفقاً لإعلان رسمي صدر في 29 مايو 2025. هذا القرار جاء بعد سلسلة من القيود الدولية على صادرات الدواجن البرازيلية، حيث تعد البرازيل أكبر مصدر للدواجن في العالم، وتغطي نحو 35% من تجارة الدواجن العالمية.
تفاصيل الحظر وتداعياته الفورية
الحظر الصيني لا يقتصر على المنتجات القادمة مباشرة من البرازيل، بل يشمل أيضاً أي شحنات أو منتجات بريدية تحتوي على دواجن برازيلية، حيث سيتم إرجاعها أو إتلافها. كما تفرض الصين إجراءات صارمة على النفايات الحيوانية والنباتية القادمة من البرازيل، ما يعكس مدى القلق من انتشار الفيروس.
ورغم دعوات الحكومة البرازيلية لتقييد الحظر على المناطق المتضررة فقط، إلا أن الصين اختارت فرض حظر وطني شامل، في حين اكتفت دول أخرى مثل السعودية والإمارات بفرض حظر على مستوى الولاية المتضررة فقط.
تحليل: توقعات أسعار الدواجن عالمياً
تاريخياً، تؤدي أزمات إنفلونزا الطيور إلى ارتفاع أسعار الدواجن والبيض، كما أظهرت دراسة حديثة في السوق الأمريكية، حيث ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ أثناء تفشي المرض، مع تقارب أسعار المنتجات التقليدية والمميزة بسبب نقص المعروض. وفي ظل الحظر الحالي، يتوقع أن تتأثر الأسواق العالمية بعدة طرق:
انخفاض المعروض العالمي: حظر الصين وحدها يهدد بتكدس كميات ضخمة من الدواجن البرازيلية، ما قد يدفع المصدرين للبحث عن أسواق بديلة أو تقليص الإنتاج، وبالتالي تقليل المعروض العالمي.
ارتفاع الأسعار: التوقعات تشير إلى زيادة أسعار الدواجن بنسبة تتراوح بين 5% و7% خلال 2025، مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج، والقيود التجارية، وتراجع إمدادات البروتين الحيواني البديلة مثل لحوم الأبقار.
تأثيرات إقليمية: الدول المستوردة الكبرى مثل السعودية والإمارات قد تواجه تقلبات في أسعار الدواجن المحلية، خاصة إذا استمر الحظر لفترة طويلة أو توسعت القيود لتشمل دولاً أخرى.
ارتفاع أسعار البيض: مع استمرار تفشي إنفلونزا الطيور، من المتوقع أن ترتفع أسعار البيض بنحو 20% في بعض الأسواق، نتيجة انخفاض أعداد الدواجن البياضة.
العوامل المؤثرة في السوق خلال 2025
الطلب القوي على الدواجن: رغم الأزمات، تظل الدواجن الخيار الأكثر اقتصادية للمستهلكين مقارنة باللحوم الحمراء، ما يدعم استمرار الطلب المرتفع عالمياً.
التحديات الجيوسياسية: تصاعد التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية المتبادلة قد يزيد من تقلبات الأسعار ويغير اتجاهات التجارة الدولية.
تكاليف الإنتاج: ارتفاع أسعار الأعلاف والعمالة والنقل يزيد من الضغوط على المنتجين، ما ينعكس في النهاية على الأسعار النهائية للمستهلك.







