دعا وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث دول آسيا إلى زيادة إنفاقها العسكري وتعزيز قدراتها الدفاعية، محذرا من أن التهديد الصيني أصبح “حقيقيا ووشيكا”، في خطاب ناري ألقاه خلال قمة حوار شانغريلا الأمني المنعقدة في سنغافورة.
وفي كلمته، قال هيغسيث إن الصين “تتدرب على الصفقة الحقيقية” في استعدادها لاحتمال الاستيلاء على تايوان بالقوة، داعيا حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى “التحرك الآن قبل فوات الأوان”.
“يجب أن يكون واضحا للجميع أن بكين تستعد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في المنطقة. الردع لا يأتي بثمن رخيص، والوقت جوهر المسألة”، قال هيغسيث.
تعزيز الوجود الأمريكي والمشاريع المشتركة
استعرض الوزير حزمة جديدة من المشاريع الدفاعية المشتركة، أبرزها:
أول اختبار لإطلاق نار حي لنظام صواريخ متوسط المدى في أستراليا خلال الأشهر القادمة.
توسيع برامج إصلاح وصيانة السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة.
تعزيز التعاون مع أستراليا في أنظمة الرادار P-8 لتقوية شبكة المراقبة البحرية.
وأضاف أن إدارة ترامب ستخصص تريليون دولار للإنفاق الدفاعي العام المقبل، في زيادة تبلغ 13% عن الموازنة الحالية، تشمل استثمارات في أنظمة تسليح متقدمة مثل مشروع “القبة الذهبية”.
أوروبا “كانت المثال”… والآن آسيا
في مقارنة مباشرة، قال هيغسيث إن إدارة ترامب الأولى نجحت في دفع الأوروبيين إلى رفع إنفاقهم الدفاعي، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن “الوقت قد حان لأن تحذو آسيا حذو أوروبا”.
ورغم تصريحات سابقة نسبت له وصف فيها أوروبا بأنها “مثيرة للشفقة”، قال في كلمته: “من الصعب تصديق أنني أقول ذلك، لكن على آسيا أن تنظر إلى حلفائنا الأوروبيين كمثال يحتذى به الآن”.
انتقادات غياب الصين ورسائل مباشرة
وجه هيغسيث انتقادا مبطنا إلى الصين لعدم إرسال وفد رفيع إلى المؤتمر، قائلا: “نحن هنا هذا الصباح، واللافت للنظر أن شخصا آخر غائب”. كما شدد على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع الصين، لكنها “لن تطرد من هذه المنطقة الحيوية”.
“نحن لا نحاضر أحدا حول المناخ أو القضايا الثقافية… بل نحمي السلام والازدهار. نحترم الحضارة الصينية، لكننا لن نستبعد من هذه الساحة”.
انتقادات وتحفظات من الحلفاء
لم تمر تصريحات هيغسيث دون انتقاد، إذ وصفت السيناتور الديمقراطية تامي داكوورث خطابه بأنه “متعال” تجاه دول المنطقة، وقالت: “لسنا بحاجة إلى من يتحدث معنا بهذه اللغة. نحتاج إلى شراكة، لا وصاية”.
كما شككت داكوورث في كفاءة تحركات إدارة ترامب، رغم ترحيبها بزيادة التركيز الأمريكي على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.










