أطلق الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، تصريحات قوية عبر فيها عن رؤية الطائفة للمرحلة المقبلة، مشددا على أن “حمل السلاح وصونه وتنظيمه واجب علينا حتى تستقر الدولة”، في ظل ما وصفه بتكرار المجازر والأعمال الإرهابية بحق المدنيين في ريف دمشق والسويداء.
موقف تصعيدي ورسائل سياسية
وجاءت تصريحات الشيخ الهجري في سياق متوتر، تشهده مناطق الجنوب السوري، بعد سلسلة من الهجمات والأحداث الأمنية التي طالت بلدات صحنايا وجرمانا والسويداء، إلى جانب مناطق الساحل السوري، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا وجرحى.
وقال الهجري في بيانه إن “اندلاع نيران الحقد المستتر بستائر الدين زاد من تعلقنا بحق حماية أنفسنا”، مؤكدا أن ما تمر به البلاد من ويلات لم تكن خيارا، بل فرضت علينا، ومع ذلك بقينا ثابتين على مبادئنا.
تمايز داخل المرجعية الدينية الدرزية
ويعرف الشيخ حكمت الهجري بموقفه الناقد للسلطة السورية، على خلاف بعض شيوخ الطائفة الدينية الآخرين ممن اتخذوا أدوارا تفاوضية أو توافقية، مثل الشيخ يوسف جربوع، والشيخ حمود الحناوي، إلى جانب قادة عسكريين محليين بارزين مثل ليث البلعوس ويحيى الحجار.
وينظر إلى الشيخ الهجري على أنه صوت مستقل يميل إلى المطالبة بإصلاحات جوهرية وهيكلية في بنية الدولة السورية، وهو ما أكده مجددا في بيانه، مطالبا بـ”دستور مدني حديث ودولة ديمقراطية حضارية لا مركزية، يتوافق عليها السوريون بكل أطيافهم دون انفراد أو تسلط”.
رفض للطائفية وتحذير من التحريض الإعلامي
وفي رسالة مباشرة، حذر الهجري من عودة الخطاب الطائفي، معتبرا أن بعض وسائل الإعلام العربية ساهمت في “نقل الفتن بلا مصداقية”، محذرا من أن “التحريض الإعلامي رصاص حقيقي يشعل الفوضى ويمهد للدماء”.
وأضاف أن الطائفة التي ينتمي إليها لم تعتد على التحريض أو إراقة الدماء، بل دأبت على حقنها، معتبرا أن “المجازر تتجدد بصور أعنف، والتغييب القسري ما زال مستمرا”.
ختام حزين في ظل واقع دموي
واختتم الهجري بيانه بعبارات مؤثرة، قال فيها:
“جاء العيد ولا تزال دماء الأبرياء منثورة على أراضي سورية كلها هنا وهناك، فأفراح التحرير كفنها الإرهاب بالمجازر والترهيب”، في إشارة إلى أن الثمن الذي دفعه السوريون لا يزال قائما، والصرخة لم تستجب بعد.










