أعلنت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأحد 1 يونيو 2025، عن مواصلة القاهرة والدوحة جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بالصراع في قطاع غزة، والعمل على تذليل العقبات التي تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، استناداً إلى المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف.
وأشار البيان المشترك إلى أن مصر وقطر، بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، تعتزمان تكثيف تحركاتهما الدبلوماسية خلال الأيام المقبلة من أجل تسهيل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل، والتي تعثرت مراراً خلال الشهور الماضية بفعل الخلافات الجوهرية حول شروط التهدئة وتبادل الأسرى.
وأكد البيان على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسؤولية السياسية والإنسانية، ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة المستمرة في القطاع، والتي دخلت شهرها التاسع منذ اندلاع التصعيد العسكري في أكتوبر 2024.
وفي هذا السياق، أعربت القاهرة والدوحة عن تطلعهما إلى التوصل لهدنة مؤقتة مدتها 60 يوماً، تكون بمثابة خطوة أولى نحو وقف دائم لإطلاق النار، بما يسمح بإنهاء الحرب وفتح المعابر بشكل آمن ومنتظم لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهه المدنيون في غزة.
وشدد البيان على أن الاتفاق المرتقب يجب أن يمهد الطريق لبدء إعادة إعمار القطاع، استناداً إلى الخطة الشاملة التي أُقرت خلال القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة في 4 مارس 2025، والتي تضمنت حزمة من التدابير لإعادة الإعمار وإطلاق آلية رقابة دولية تضمن شفافية التمويل وتوزيع الموارد.
ويأتي هذا التحرك المشترك في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على الأطراف المنخرطة في النزاع، وسط تحذيرات من انهيار كامل للمنظومة الصحية في القطاع، واستمرار انعدام الأمن الغذائي، وانهيار شبكات البنية التحتية، بما في ذلك المياه والكهرباء.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الوساطة المصرية القطرية تحظى بدعم من العواصم الأوروبية والأمم المتحدة، فيما يُتوقع أن تعقد اجتماعات موسعة خلال الأيام المقبلة في القاهرة والدوحة، لبحث تفاصيل مقترح ويتكوف وتعديل بعض بنوده بما يتناسب مع هواجس الطرفين.
ختاماً، أعادت مصر وقطر في بيانهما التأكيد على ضرورة تغليب الحلول السياسية، ووقف العنف فوراً، والانخراط في مسار تفاوضي يُفضي إلى حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.










