استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في لقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات، ويأتي في إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تشهدها المنطقة للتعامل مع التوترات الإقليمية المتصاعدة.
جاء اللقاء بحضور كل من الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، واللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة، حيث بحث الجانبان ملفات إقليمية معقدة، من أبرزها التصعيد في قطاع غزة، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، والمفاوضات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة.
تحية من القيادة الإيرانية
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن الوزير الإيراني نقل تحيات وتقدير الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما قابله الرئيس المصري بالترحيب والتقدير، مؤكدا أهمية الحفاظ على المسار الراهن نحو استكشاف آفاق جديدة لتطوير العلاقات بين القاهرة وطهران.
قضايا إقليمية على الطاولة
وبحسب البيان الرسمي، تناول اللقاء التطورات المتسارعة في المنطقة، حيث شدد الرئيس السيسي على الموقف المصري الرافض لتوسيع نطاق الصراع، محذرا من مخاطر الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون عواقبها وخيمة على أمن واستقرار جميع شعوب المنطقة.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس المصري أهمية استمرار المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشددا على أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان أمن المنطقة واستقرارها.
كما تطرق اللقاء إلى الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، حيث جدد السيسي التأكيد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية عودة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر إلى طبيعتها، نظرا لانعكاساتها الاقتصادية والأمنية على مصر والمنطقة.
إشادة إيرانية بالدور المصري
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تقدير بلاده للجهود المصرية المتواصلة من أجل استعادة الاستقرار الإقليمي، مؤكدا حرص طهران على استمرار قنوات التشاور والتنسيق مع القاهرة خلال المرحلة المقبلة.
خلفيات اللقاء
يذكر أن هذا اللقاء يأتي في ظل تحولات لافتة في العلاقات الإقليمية، ومساع لإعادة ترتيب المشهد في الشرق الأوسط، في وقت تعمل فيه القاهرة على تعزيز موقعها كوسيط إقليمي موثوق، خاصة في ملفات غزة، وأمن الملاحة، والبرنامج النووي الإيراني.
كما ينظر إلى اللقاء كخطوة متقدمة في مسار إعادة تطبيع العلاقات بين مصر وإيران، بعد سنوات من البرود والتباعد الدبلوماسي، وسط مؤشرات على انفتاح متبادل مدروس تدفعه التحديات المشتركة في الإقليم.










