في تصريح صادم ومؤثر، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن مأساة لاجئي فلسطين يمكن التخفيف منها بجزء بسيط من الأموال التي تدفقت من الدول العربية إلى الولايات المتحدة خلال عهد دونالد ترامب.
وأضاف بحسرة:
“أتمنى لو أن قطرة من التريليونات التي أخذها ترامب من العرب ذهبت للاجئين الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن “طفلاً في غزة، تحت الحصار، ما كان لينام جائعًا لو وُجّهت تلك الأموال في الاتجاه الصحيح”.
لاجئو فلسطين بين جوع الواقع وتريليونات العرب التي ذهبت لترامب
منذ القرار الأمريكي في 2018 بوقف تمويل الأونروا، دخلت الوكالة في نفقٍ مظلم من العجز المالي والشلل الإداري. كانت الولايات المتحدة أكبر ممول للوكالة، بمساهمة سنوية تقارب 360 مليون دولار.
ومع انسحابها، وجد أكثر من 5.5 مليون لاجئ فلسطيني أنفسهم في مهب العوز، مع انقطاع متكرر في الخدمات التعليمية والصحية، وتراجع شديد في الإغاثة الغذائية، خاصة في قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق.
المفوض العام للأونروا: تريليونات العرب في جيب ترامب وطفل فلسطيني ينام جائعًا
لازاريني أوضح أن قضية اللاجئين الفلسطينيين لا تعاني فقط من الاحتلال والتهجير، بل من تجاهل عربي رسمي. وقال:
“الدعم العربي للأونروا غير منتظم، ولا يعتمد عليه. نضطر لمناشدتهم عامًا بعد عام، وكأن إنقاذ طفل فلسطيني بات خيارًا ترفيهيًا لا مسؤولية أخلاقية أو قومية”.
تصريحات لازاريني تعكس حجم التحديات التي تواجهها الأمم المتحدة والأونروا في تأمين تمويل مستقر.
فيليب لازاريني: الدعم العربي للاجئين الفلسطينيين لا يُقارن بما أخذه ترامب منهم
المقارنة المباشرة بين أرقام دعم العرب للأونروا وصفقات ترامب مع الخليج كشفت الفجوة المريعة. السعودية وقّعت صفقات تسليح واتفاقات تجارية تُقدّر بـ 460 مليار دولار، في حين أن تمويل الأونروا لم يتجاوز عشرات الملايين.
كذلك، دخلت الإمارات والبحرين في صفقات تطبيع مع إسرائيل دون ربطها بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين أو حق العودة.
تحليل سياسي واقتصادي: ترامب أخذ المال… وغابت فلسطين
صفقات ترامب مع الخليج كانت جزءًا من مشروع سياسي لتصفية القضية الفلسطينية، عُرف بـ”صفقة القرن”.
الخطة اقترحت توطين اللاجئين خارج فلسطين مقابل مشاريع اقتصادية، وهي محاولة لتقويض حق العودة بدعم بعض الحكومات العربية.
هذا التحول كشف عن هشاشة الدعم العربي لفلسطين وتراجع الأولوية لقضية اللاجئين الفلسطينيين ضمن الأجندة الإقليمية.
الأونروا تحذر: تقاعس العرب كارثي… وترامب حصد المليارات
قال لازاريني إن الأمم المتحدة والأونروا على حافة الانهيار المالي في حال استمر تجاهل المجتمع الدولي، وخصوصًا الدول العربية.
وأضاف: “نحن لا نطلب صدقة. نطلب تمويلًا مستدامًا لوكالة أممية تدافع عن كرامة لاجئي فلسطين”.
وكشفت منظمات دولية أن تفكيك الأونروا هو مقدمة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر ضرب أهم مؤسسة ترمز إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين.
رسالة إلى القارئ العربي: لا تجعل غزة وحدها في الجوع والمعاناة
أيها القارئ،
بينما تتدفق المليارات إلى صفقات ترامب مع الخليج، يعيش لاجئو فلسطين واقعًا مرًا في غزة ولبنان وسوريا.
تمويل الأونروا لم يعد كافيًا، والدعم العربي لفلسطين أصبح مشروطًا وخافتًا.
يجب أن نعيد الاعتبار لقضية اللاجئين الفلسطينيين ونتمسك بـ حق العودة، قبل أن تتحول النكبة إلى نسيان دائم.










