وجهت حركة فتح، عبر متحدثيها الرسميين، دعوات صريحة إلى حركة حماس لإنهاء ما تبقى من سيطرتها على قطاع غزة، في ظل ما وصفته بـ”حرب الإبادة والتجويع” التي يتعرض لها سكان القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر.
وقال ماهر النمورة، المتحدث باسم الحركة، في مقابلة مع إذاعة “صوت فلسطين”، إن المطلوب اليوم من حماس هو “الاستماع إلى أصوات أبناء شعبنا في غزة والتخلي عن الحكم الأحادي”، مؤكدا أن الأولوية الآن هي لعودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى القطاع “لتأمين مقومات الحياة والصمود، وإفشال مخططات الاحتلال الهادفة إلى التهجير من غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس”.
الوضع في غزة: “الموت هو الحقيقة الوحيدة”
من جانبه، قال منذر الحايك، المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة، إن “الحقيقة الوحيدة في غزة اليوم هي الموت”، موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ فعليا بتنفيذ خطة “عربات جدعون”، التي تهدف – بحسب تعبيره – إلى تهجير السكان وتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة.
وأكد الحايك في حديثه للإذاعة الرسمية، أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة كارثية، خصوصا في ظل تزايد أعداد ضحايا الأمراض المزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي، في وقت تعاني فيه المنشآت الطبية من دمار واسع ونقص حاد في الأدوية والإمدادات الأساسية.
“حماس لم تطرق باب الوحدة الوطنية”
وردا على نداءات وجهها سكان القطاع إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة تفعيل مؤسسات السلطة الوطنية في غزة، شدد الحايك على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية على أساس الشراكة السياسية، متهما حركة حماس بأنها “طرقت كل الأبواب، بما فيها باب الولايات المتحدة، ولم تطرق باب الوحدة الوطنية”.
وأضاف أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة الوحيدة المخولة بقيادة أي مفاوضات سياسية باسم الشعب الفلسطيني، وهو ما ترفضه حماس – على حد قوله – “لأنها ترى نفسها صاحبة الولاية المطلقة على غزة وترفض إشراك بقية الفصائل”.
دعوات إلى إنهاء الانقسام وتشكيل جبهة موحدة
تعكس هذه التصريحات تصاعد الدعوات داخل حركة “فتح” لإنهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، في ظل الوضع الإنساني الحرج في قطاع غزة، وتزايد الضغوط الدولية لإيجاد حل شامل للصراع المستمر منذ أشهر.
ويرى مراقبون أن استمرار الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة يضعف من قدرة الفلسطينيين على مواجهة الهجمة الإسرائيلية، ويمنح الاحتلال هامشا أوسع لتنفيذ سياسات التهجير والاستيطان.









