غيب الموت صباح أمس الأحد، الموافق 1 يونيو 2025، في العاصمة المصرية القاهرة، السياسي والمفكر والمناضل المخضرم طالب حمدان تية، بعد مسيرة نضالية طويلة امتدت لعقود، أفناها في خدمة قضية جبال النوبة السودانية والدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية لأبنائها.
وجاء خبر وفاته كصدمة موجعة للوسط السياسي والنشاط النضالي في جبال النوبة ، حيث نعاه العشرات من رفاقه ومنظمات حقوقية ونشطاء، معتبرين رحيله خسارة كبيرة يصعب تعويضها في لحظة مفصلية تمر بها قضايا الهامش في السودان.
سيرة نضال لا تنسى
ينتمي الراحل طالب تية إلى الجيل الأول من رواد العمل السياسي النوبي، إذ يعد من مؤسسي اتحاد عام جبال النوبة، وبرز اسمه مبكرا في صفوف الكفاح السياسي السري، لا سيما ضمن تنظيم “كمولو”، الذي كان من أوائل التنظيمات التي نشأت لتمثيل صوت النوبة والدفاع عن قضاياهم في وجه التهميش.
كما كان من مؤسسي تنظيم “نحن كادقلي” و“حركة النوبة في الخارج”، التي لعبت دورا محوريا في ربط نضالات الداخل بالخارج، وتوسيع مساحة الدعم الدولي لقضية شعب جبال النوبة.
ثبات في الموقف وشجاعة في الكلمة
عرف الراحل بمواقفه الجريئة، ولم يتوان يوما عن انتقاد السياسات المركزية التي اعتبرها سببا في تهميش إنسان جبال النوبة. وكان من أوائل الأصوات التي عارضت مشروع “بنك الجبال”، محذرا من استغلاله لأغراض غير تنموية، وهو ما جعله عرضة للإقصاء والتهميش السياسي، لكنه ظل ثابتا على مبادئه حتى وفاته.
رثاء واسع وحزن عميق
نعاه العديد من النشطاء والرفاق ورفيقات الدرب، مؤكدين أن رحيله يفتح فراغا كبيرا في ساحة النضال من أجل الحقوق المدنية والسياسية في السودان. وقدم المعزون تعازيهم إلى زوجته الرفيقة خالدة، وأبنائه، وكل من عايش تجربته أو تأثر بفكره ومسيرته.
إرث لا ينسى
رحل طالب حمدان تية، لكنه ترك خلفه إرثا نضاليا وإنسانيا غنيا، سيظل حيا في ذاكرة جبال النوبة، وفي ذاكرة كل من ناصر قضايا الحرية والكرامة والعدالة في السودان.










