إعلان الوفاة وردود الأفعال

أعلن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية في مصر, خبر وفاة سميحة أيوب لوسائل الإعلام المصرية صباح اليوم. وقال زكي في تصريحات: “فقدنا اليوم قيمة فنية وإنسانية عظيمة، سيدة المسرح العربي، التي أثرت حياتنا الفنية بأعمالها الخالدة ومواقفها الداعمة للوسط الفني”.

كما أعلن الفنان منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، الوفاة عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، قائلاً: “سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب في ذمة الله”. فور إعلان النبأ، تدفقت التعازي من نجوم الفن والمثقفين في الوطن العربي.

المسيرة الفنية المتميزة

البدايات والتكوين الفني

ولدت سميحة أيوب في 8 مارس 1932 في حي شبرا بمدينة القاهرة، وبدأت مسيرتها الفنية مبكرًا عام 1947 عندما كان عمرها 15 عامًا فقط، من خلال فيلم “المتشردة“. التحقت عام 1949 بالمعهد العالي للتمثيل الذي أسسه زكي طليمات، وتتلمذت على يديه، حيث تخرجت عام 1953.

الريادة في المسرح

تُعد سميحة أيوب صاحبة أطول مسيرة فنية في تاريخ السينما العربية، حيث تجاوزت سنوات عملها السينمائي والتلفزيوني 77 عامًا. انضمت إلى المسرح القومي المصري وأصبحت مديرة له مرتين في الفترة بين 1975-1989، كما تولت إدارة المسرح الحديث بين عامي 1972 و1975.

بلغ رصيدها المسرحي على مدار مشوارها الفني ما يقرب من 170 مسرحية، من أبرزها “الأيدي الناعمة” عام 1954، و”كوبري الناموس” و”سكة السلامة” عام 1964، و”مصرع كليوباترا” عام 1968، و”الناس اللي في الثالث” عام 2001.

التنوع في السينما والتلفزيون

في السينما، تميزت من خلال أفلام عدة منها “أرض النفاق“، “فجر الإسلام”، “مع السعادة”، “بين الأطلال”، بالإضافة إلى “تيتة رهيبة” و”الليلة الكبيرة”. في التلفزيون، قدمت أعمالاً بارزة مثل “الضوء الشارد”، “أوان الورد”، “أميرة في عابدين”، “المصراوية”. كان آخر أعمالها الدرامية مسلسل “حضرة العمدة” الذي عُرض في رمضان 2023.

التكريمات والألقاب

لقب “سيدة المسرح العربي”

حملت سميحة أيوب لقب “سيدة المسرح العربي” تقديرًا لإنجازاتها الفنية العظيمة. أكدت الهيئة الدولية للمسرح على مكانتها العالمية عندما كلفتها بكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، والتي تُليت على مسارح العالم وتُرجمت لجميع اللغات.

التكريمات الرسمية

تم تكريم سميحة أيوب من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، كما كرمتها دار الأوبرا المصرية في عام 2024. في عام 2017، احتفت وزارة الثقافة المصرية بها ضمن حفل كبير أُقيم بمركز الهناجر للفنون.

الإرث الفني والتأثير

بوفاة سميحة أيوب، يفقد الوسط الفني العربي واحدة من أعظم الأيقونات الفنية التي أثرت المشهد الثقافي لعقود طويلة. كانت رمزًا للموهبة والاحترافية، وصوتًا قويًا يعبر عن قضايا المجتمع والإنسانية. مسيرتها الفنية التي امتدت لأكثر من سبعة عقود تُعتبر مدرسة فنية متكاملة ألهمت أجيالاً من الفنانين الشباب.

ستبقى سميحة أيوب في ذاكرة الجمهور العربي كسيدة حقيقية للمسرح العربي، تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري والعربي، وستظل أعمالها شاهدة على عطاء فني لا يُنسى.