أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام الشاباك، اليوم الأربعاء، عن اعتقال رجل فلسطيني من سكان حي العيساوية في القدس الشرقية، بتهمة التجسس لصالح المخابرات الإيرانية والتورط في التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف يهودية داخل إسرائيل.
ووفقا لبيان رسمي صدر عن الأجهزة الأمنية، فإن المشتبه به، وهو في الثلاثينات من عمره، تم اعتقاله بعد عملية سرية نفذتها وحدة القدس المركزية في الشرطة الإسرائيلية، بالتعاون مع الشاباك، كشفت عن شبكة تواصل مع عملاء إيرانيين أوكلوا إليه مهاما تهدف إلى الإضرار بأمن الدولة.
أنشطة موجهة من إيران
أظهر التحقيق أن المشتبه به كان على تواصل مباشر مع عميل إيراني، الذي كلفه بتنفيذ أنشطة استخباراتية داخل مدينة القدس، وجمع معلومات عن مواقع حساسة، بما في ذلك الحائط الغربي البراق وسوق محانيه يهودا، بالإضافة إلى تعليق لافتات تحريضية وحرق زي رسمي تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي.
تعويض مالي ومهام متقدمة
أكد البيان أن المشتبه به تلقى آلاف الشواقل كتعويض مالي مقابل تنفيذ تلك المهام، مشيرا إلى أن التواصل مع الجهة الإيرانية تعدى المهام الرمزية إلى التخطيط الفعلي لتنفيذ هجوم إرهابي في وسط إسرائيل، وإشعال حرائق متعمدة في مناطق غابية، ونقل أسلحة إلى الضفة الغربية.
كما كشفت التحقيقات عن محاولة تجنيد أفراد من عائلته للمشاركة في هذه الأنشطة، وهو ما اعتبرته السلطات “تصعيدا خطيرا في نمط التعاون مع جهات معادية”.
جزء من نمط متكرر
يأتي هذا التطور ضمن سلسلة من قضايا مشابهة أعلنت عنها إسرائيل مؤخرا، حيث تم في مايو توجيه تهم لمواطنين إسرائيليين بالتجسس لصالح إيران وتنفيذ مهام أمنية لحسابها، ضمن ما وصفته السلطات بـ”استراتيجية ممنهجة من قبل طهران لاختراق الجبهة الداخلية الإسرائيلية عبر الإنترنت والتجنيد عن بعد”.
تصعيد أمني ورسائل سياسية
في ضوء التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، تعد هذه القضية رسالة أمنية وسياسية مزدوجة من تل أبيب، تؤكد فيها قدرتها على تتبع المحاولات الإيرانية للتأثير على الأمن الداخلي، وتكشف، في الوقت ذاته، عن استمرار الاختراق الإيراني عبر القنوات الرقمية والأساليب غير التقليدية.
ومن المتوقع أن تقدم لائحة اتهام رسمية ضد المشتبه به خلال الأيام القليلة المقبلة، بتهم تتعلق بالأمن القومي والتخابر مع جهات معادية، حسب ما أفادت به جهات إنفاذ القانون.










