تستعد إيران لإزالة اسم خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، من أحد أهم شوارع العاصمة طهران. القرار، الذي جاء بعد عقود من التوتر الدبلوماسي، يُعتبر خطوة مهمة نحو تحسين العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية الحالية في المنطقة.
نشأة التسمية المثيرة للجدل
بدأت قصة تسمية الشارع الإيراني باسم خالد الإسلامبولي في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد واستضافة الرئيس السادات لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي بعد الثورة الإيرانية. وقد توترت العلاقات بين مصر وإيران بقوة، وبعد اغتيال السادات ونكاية بالسياسة المصرية، قررت الحكومة الإيرانية وقتها تسمية شارع في طهران باسم قاتل السادات المجرم “خالد الإسلامبولي” وإطلاق لقب شهيد عليه.
تم تغيير اسم شارع السفارة المصرية، المعروف بشارع الوزراء، إلى “شارع خالد الإسلامبولي”. وخالد الإسلامبولي هو الملازم في الجيش المصري الذي اغتال الرئيس المصري محمد أنور السادات في أكتوبر 1981 بتهمة الخيانة بسبب توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل بوساطة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
المحاولات السابقة للتغيير
لم تكن هذه هي المحاولة الأولى لإزالة اسم الإسلامبولي من شوارع طهران. ففي عام 2004، أكد مسؤول رفيع المستوى في بلدية طهران أن الحكومة الإيرانية طلبت من البلدية تغيير اسم شارع الإسلامبولي، خصوصاً وأن ذلك يشكل إحدى العقبات الرئيسية أمام تطبيع العلاقات مع مصر.
في عام 2001، وافق أعضاء المجلس الإسلامي البلدي لمدينة طهران على تغيير اسم شارع “خالد الإسلامبولي” إلى شارع “شهداء الانتفاضة”. وقال أمين مدينة طهران مرتضى الويري إن قرار المجلس البلدي اتُخذ بعد أن اتضح خلال ملتقى رؤساء بلديات البلدان الإسلامية في القاهرة أن أحد أسباب التباعد بين إيران ومصر هو التركيز على أسماء من شأنها أن تؤدي إلى استياء الجانبين.
الوضع الراهن للشارع
وفقاً للمعلومات الحديثة، فإن السلطات الإيرانية قامت بالفعل بإزالة اسم خالد الإسلامبولي من الشارع، لكن على الرغم من أن الأصوليين في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي لم يسمحوا بتغيير اسم الشارع، فإنه في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما سيطروا على مجلس المدينة، قرروا بهدوء تغيير اسم الشارع من “خالد الإسلامبولي” إلى “انتفاضة”.
سياسة تسمية الشوارع في إيران
تستخدم إيران شوارعها لمكايدة خصومها السياسيين، حيث أطلقت أسماء شخصيات مثيرة للجدل على شوارع مهمة. بالإضافة إلى شارع خالد الإسلامبولي، أطلقت إيران اسم الجندي المصري سليمان خاطر على شارع آخر نكاية في النظام المصري وقتها. كما قامت مؤخراً بتسمية شارع باسم القيادي الشيعي السعودي النمر بعد تنفيذ حكم الإعدام بحقه في السعودية.
التداعيات السياسية والدبلوماسية
العقبات في العلاقات المصرية الإيرانية
يُعتبر موضوع خالد الإسلامبولي أحد أهم ملفين في علاقة مصر وإيران، إلى جانب الجدارية التي تحمل صورة قاتل الرئيس الراحل السادات. وقد كان الرئيس المصري حسني مبارك يشدد على تغيير اسم شارع الإسلامبولي كشرط لا بد منه لعودة العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ 24 عاماً.
التغيرات في المناخ السياسي
نظراً إلى أن بعض الدول العربية الأخرى لديها علاقات مع إسرائيل، وبعد السابع من أكتوبر تغيّر المناخ السياسي، فإن اتفاقية كامب ديفيد لم تعد عقبة جدية. إضافة إلى ذلك، فإن السيسي يعتبر نفسه جزءاً من عصر جديدفي الانفتاحعلى إيرا..










