في ظل تكرار الزلازل في مصر والمنطقة العربية، يتجدد الجدل بين من يرى هذه الظواهر كـغضب من الله وتحذير شرعي، وبين من يفسرها ضمن إطار التغيرات الجيولوجية التي تشهدها الأرض بفعل تحرك الصفائح التكتونية. فكيف يمكن فهم الزلازل في المنطقة العربية؟ وهل هي نتيجة عقاب إلهي كما يعتقد البعض، أم أنها ظاهرة طبيعية لها تفسير علمي؟
بحسب الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن مصر تشهد زلازل يومية ضعيفة وغير محسوسة، وهي زلازل لا تشكل أي خطر حقيقي على السكان. وأكد أن الزلازل في مصر ليست مرتبطة بأي نشاط غير طبيعي، موضحًا أن البلاد تقع خارج حزام الزلازل العالمي، ما يجعلها آمنة نسبيًا من الهزات الأرضية القوية.
من الناحية الدينية، أثارت التساؤلات حول دلالات الزلازل في الإسلام نقاشًا واسعًا. وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الزلازل لا تعني بالضرورة عقابًا إلهيًا، بل يمكن اعتبارها من آيات الله الكونية التي تذكّر الناس بقدرة الخالق. وشددت على أن الواجب عند حدوث الزلازل هو الدعاء والتوبة وكثرة الأعمال الصالحة، لا الخوف أو الذعر.
ويؤكد بعض العلماء أن تفسير الزلازل بين العلم والدين ليس متناقضًا، بل متكامل؛ إذ أن الزلازل كظواهر طبيعية تحدث نتيجة حتمية لحركة الأرض، وهي في الوقت نفسه يمكن أن تكون رسالة إيمانية للتأمل والتقرب إلى الله.
ويطرح هذا الجدل تساؤلات مهمة حول كيفية الجمع بين التفسير العلمي والديني للزلازل، خصوصًا في دول مثل مصر، حيث تتقاطع المعتقدات الدينية مع المعلومات العلمية لدى المواطنين. وفي حين يواصل المعهد القومي للبحوث الفلكية مراقبة الهزات وتقديم التقارير، يظل الصوت الديني حاضرًا في النقاش العام، خاصة في فترات الأزمات.
في النهاية، سواء فُسرت الزلازل على أنها تحذير شرعي من الله أو مجرد نتيجة لـتغيرات جيولوجية، فإن الأهم هو الاستعداد لها والتعامل معها بعقلانية وعلم، دون أن نتجاهل ما تحمله من معانٍ روحية ودينية تدعو للتأمل والعودة إلى جوهر الإيمان.










