قال المفكر الفلسطيني ومدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يمثل مطلبًا للفصائل الفلسطينية فقط، بل يعكس صرخة الشعب الفلسطيني بأكمله، ونداءً عالميًا متصاعدًا لوقف الحرب “المجنونة” التي تشنها إسرائيل.
وفي كلمته أمام المنتدى السنوي لفلسطين في العاصمة القطرية الدوحة، شدد بشارة على أن استمرار العدوان الإسرائيلي بات خيارًا سياسيًا بلا رؤية استراتيجية واضحة، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة يكشف فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية وعلى رأسها تحرير الرهائن أو القضاء على حركة حماس.
وأوضح بشارة أن الحرب تحولت إلى مشروع انتقامي مدفوع بحسابات داخلية في إسرائيل، بينما يدفع الفلسطينيون ثمنًا باهظًا من أرواحهم وبيوتهم ومستقبلهم.
وأكد أن مطلب وقف إطلاق النار هو ضرورة وطنية وإنسانية، وليس مجرد ورقة تفاوض. وأضاف أن الإدارة الأميركية تدرك اليوم، رغم انحيازها التقليدي، أن استمرار الحرب يُحرجها أمام الرأي العام العالمي، بعد تزايد الأصوات الداعية إلى إنهائها فورًا، والتوجه نحو إعادة إعمار غزة وضمان عدم تكرار المجازر.
وانتقد عزمي بشارة استمرار الانقسام بين القوى السياسية الفلسطينية، داعيًا إلى إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني على أسس ديمقراطية، وتبني خطاب سياسي جديد يواكب التحديات.
كما حذر من محاولات استغلال الحرب لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني على نحو يخدم الاحتلال. وأكد أن النضال الفلسطيني يحتاج إلى أدوات جديدة وإبداع سياسي، لا إلى تكرار شعارات الماضي.
تأتي تصريحات بشارة في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أعنف الحروب في تاريخها، وسط تصاعد المطالب الدولية بوقف الحرب وفتح تحقيقات بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية.
واعتبر بشارة أن ما يحدث يمثل اختبارًا للضمير الإنساني، وأن الصمت العالمي لم يعد مقبولًا، مشددًا على أن الفلسطينيين لن يساوموا على حقهم في الحياة والكرامة والحرية.










