كشف استطلاع حديث أعده مركز “بيو” للأبحاث، عن تراجع غير مسبوق في دعم الإسرائيليين لفكرة حل الدولتين، حيث عبر 21% فقط من المشاركين عن إيمانهم بإمكانية التعايش السلمي بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة، وهو أدنى مستوى يسجل منذ بدء قياس هذه المسألة عام 2013.
الاستطلاع، الذي أجري بين 5 فبراير و11 مارس 2025، جاء خلال فترة وقف إطلاق نار مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، ويعكس تدهورا حادا في المزاج العام مقارنة باستطلاع ربيع 2023، الذي سجل حينها نسبة تفاؤل بلغت 35%.
تباينات عرقية وأيديولوجية
وأظهرت النتائج فروقات حادة بين مكونات المجتمع الإسرائيلي؛ إذ قال 16% فقط من اليهود الإسرائيليين إن التعايش ممكن، بينما أبدى 40% من العرب الإسرائيليين تفاؤلهم بفرصة تحقيق السلام من خلال حل الدولتين.
ويشير هذا التباين إلى تأثير العوامل العرقية والأيديولوجية على الرؤية المستقبلية للصراع، في ظل تصاعد العنف وتجميد العملية السياسية.
انعدام ثقة… وعقبات متجذرة
حدد المشاركون أبرز العقبات أمام تحقيق السلام:
انعدام الثقة المتبادل: 75%
وضع مدينة القدس: 70%
الاستيطان في الضفة الغربية: 52%
ورغم مرور عقود من المفاوضات، يرى غالبية الإسرائيليين أن هذه القضايا الجوهرية ما تزال دون حل.
تقييم القيادة… ضعف على الجبهتين
أظهر الاستطلاع تراجعا في الثقة بالقيادات السياسية:
53% ينظرون إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشكل سلبي.
54% يحملون انطباعا سلبيا عن زعيم المعارضة بيني غانتس.
على الجانب الفلسطيني، 85% عبروا عن نظرة غير إيجابية تجاه الرئيس محمود عباس، و80% تجاه القيادي مروان البرغوثي.
في حين يرى 47% أن الحكومة الإسرائيلية “ملتزمة نوعا ما” بالسلام، فإن 45% فقط يقولون ذلك عن السلطة الفلسطينية، و72% يعتبرون حركة حماس “غير ملتزمة إطلاقا”.
غزة بعد الحرب.. لا توافق على من يحكم
كشف الاستطلاع عن تراجع الدعم لخيار الحكم الإسرائيلي لقطاع غزة بعد الحرب، حيث تراجع من 40% في 2024 إلى 33% هذا العام. بالمقابل، يفضل 45% من العرب الإسرائيليين أن يختار سكان غزة قيادتهم بأنفسهم.
أما البدائل الأخرى فجاءت ضعيفة الدعم:
حكومة وحدة وطنية مع محمود عباس: 6%
بدون عباس: 10%
إدارة أممية: 2%
حماس: 1% فقط
الولايات المتحدة.. الشريك الأكثر ثقة
رغم تزايد التشكيك الدولي، لا تزال الولايات المتحدة تعتبر طرفا موثوقا به في نظر الإسرائيليين، إذ رأى 81% من المشاركين أنها تلعب دورا مساعدا في جهود السلام، مقابل نظرة سلبية تجاه إيران، الأمم المتحدة، ودول أوروبية.
وبشأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدأ ولايته الثانية في يناير، رأى 51% أنه يميل لصالح إسرائيل بشكل مفرط، بينما قال 42% إنه يحقق توازنا جيدا.










