أجرى المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا، توم باراك، يوم الأربعاء، جولة ميدانية في هضبة الجولان المحتلة برفقة عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، على رأسهم وزير الدفاع إسرائيل كاتس، في تطور لافت على صعيد التوترات المتزايدة في الجنوب السوري، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الجولة التي شملت زيارة نقاط استراتيجية في المنطقة، ترأسها كاتس وشارك فيها كل من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنجبي، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى ضباط كبار في هيئة الأركان.
وبحسب الصحيفة، هدفت الجولة إلى إطلاع باراك على ما تصفه تل أبيب بـ”التهديدات الأمنية” القادمة من الأراضي السورية، في إشارة إلى ما أسمته “سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع”، في ظل استمرار الغموض حول طبيعة التغيرات السياسية والعسكرية في الجنوب السوري.
وتأتي الزيارة بعد يوم من تصعيد عسكري جديد في منطقة حوض اليرموك جنوب سوريا، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع قال إنها “تابعة للحكومة السورية وتضم وسائل قتالية”، وذلك ردا على إطلاق صاروخين من مدينة درعا باتجاه الجولان المحتل مساء الثلاثاء، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش في بيان أن “الحكومة السورية مسؤولة عن كل ما يجري على أراضيها”، محذرا من استمرار ما سماها “الأنشطة العدائية”، ومتوعدا بـ”التحرك ضد أي تهديد لأمن إسرائيل”.
في المقابل، نفت وزارة الخارجية السورية صحة المزاعم حول إطلاق صواريخ من داخل الأراضي السورية، مشيرة إلى أن “هناك أطرافا عديدة تسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة”، ومؤكدة أن سوريا “لم ولن تشكل تهديدا لأي طرف”.
كما أدانت دمشق “بشدة” القصف الإسرائيلي الذي أدى، بحسب ما نقلته وكالة “سانا”، إلى “خسائر بشرية ومادية جسيمة”، ووصفت الهجوم بأنه “انتهاك صارخ للسيادة السورية”، داعية المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته في كبح جماح العدوان الإسرائيلي”.
وتعد زيارة باراك إلى الجولان رسالة أمريكية واضحة في ظل تزايد الحديث عن المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب، والتي كشف عنها الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في 7 مايو الماضي، مشيرا إلى وساطة من أطراف إقليمية “لوقف التصعيد وإعادة الهدوء إلى الحدود”.
ويشار إلى أن إسرائيل تحتل الجزء الأكبر من هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، ورفضت مرارا الانسحاب منها رغم قرارات دولية تطالب بإنهاء الاحتلال. وكانت تل أبيب قد أعلنت في وقت سابق “انهيار اتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974″، وسط استمرار حالة التوتر في الجنوب السوري منذ سنوات.










