كشفت شركة إرنست ويونغ (EY) البريطانية للاستشارات أن كبرى شركات صناعة السيارات الغربية، بما فيها الألمانية والأمريكية، تفقد بشكل متسارع مكانتها في السوق العالمية لصالح منافسيها الآسيويين، في ظل تحول جذري في خريطة الصناعة تقوده الصين ودول آسيوية أخرى.
ووفقًا لتحليل جديد أجرته الشركة لأداء أكبر 20 شركة سيارات في العالم خلال الربع الأول من عام 2025، فإن المصنعين التقليديين في أوروبا والولايات المتحدة يعانون من تراجع في الأرباح والإيرادات، بينما تشهد الشركات الآسيوية، وعلى رأسها الصينية، نموًا قويًا في كلا المؤشرين.
وأكد الخبير في قطاع السيارات لدى EY، قسطنطين غال، أن القطاع يمر حاليًا بـ”مرحلة تنافسية شرسة”، مشيرًا إلى أن “بعض الشركات الغربية قد تواجه تساؤلات جدية حول قدرتها على البقاء إذا استمرت الأرباح في التآكل بهذا الشكل”.
وأضاف غال:”الأزمة التي بدأت في التأثير على شركات السيارات التقليدية ستتفاقم هذا العام، وربما تهدد نماذج الأعمال الأساسية لبعض المصنعين الكبار”.
صعود آسيوي لافت
وأظهر تحليل EY أن خمسًا من بين أكثر ست شركات سيارات تحقيقًا للربحية في الربع الأول من 2025 كانت آسيوية، ما يعكس التحول الكبير في موازين القوى داخل الصناعة. وتعزى هذه الطفرة إلى عوامل متعددة، منها: التوسع السريع في إنتاج السيارات الكهربائية وانخفاض تكاليف التصنيع في آسيا ودعم حكومي قوي للابتكار التكنولوجي، خاصة في الصين.
تحديات أمام الغرب
في المقابل، تواجه الشركات الغربية تحديات مركبة تشمل ارتفاع التكاليف التشغيلية وبطء التحول إلى السيارات الكهربائية مقارنة بالمنافسين الآسيويين وتباطؤ الأسواق التقليدية في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وتثير هذه النتائج تساؤلات عميقة حول مستقبل شركات عريقة في الصناعة، وما إذا كانت قادرة على إعادة هيكلة نماذج أعمالها بما يتماشى مع التحولات السريعة في السوق العالمية.
تشير توقعات EY إلى أن عام 2025 قد يشكل منعطفًا حاسمًا في تاريخ صناعة السيارات، حيث تزداد الفجوة بين المصنعين الآسيويين الطموحين ونظرائهم الغربيين التقليديين. ويبدو أن من لا يملك القدرة على التكيّف بسرعة، يواجه خطر التراجع أو حتى الخروج من السوق في السنوات القليلة المقبلة.










