كشفت مصادر ليبية مطلعة لموقع المنشر الاخباري عن تحركات تركية رفيعة المستوى تهدف إلى احتواء التوترات الأمنية المتصاعدة في العاصمة طرابلس، في ظل مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهة عسكرية بين أطراف محلية نافذة.
وذكرت المصادر أن رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالن وجه رسائل مباشرة وحازمة إلى كل من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب عبد الرؤوف كارة.
وبحسب المعلومات، فإن الرسالة الموجهة إلى الدبيبة شددت على أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يسمحا باندلاع حرب داخل طرابلس، وأن أي تصعيد عسكري قد يهدد الاعتراف الدولي بحكومته.
كما حذره المسؤول التركي من أن استمرار التصعيد سيعزز احتمال نقل الشرعية إلى حكومة بديلة قد يشكلها البرلمان الليبي، ناصحا إياه بالحفاظ على التهدئة لتأمين استمرار الدعم الدولي لحكومته.
أما الرسالة الموجهة إلى كارة، فكانت أكثر وضوحا وحسما، إذ أكدت أن المجتمع الدولي يرفض استمرار جهاز الردع بشكله الحالي داخل العاصمة، وأن التعويل على دعم قوات القيادة العامة شرق ليبيا (الرجمة) في أي صدام قادم هو رهان خاسر.
وأضاف المصدر أن رئيس المخابرات التركي أشار بوضوح إلى أن أنقرة، التي منعت دخول هذه القوات إلى طرابلس في 2019، ستفعل الشيء ذاته في حال تكرار المحاولة في 2025.
وبناء على هذه الرسائل، شدد المسؤول التركي على ضرورة دمج جهاز الردع ضمن وزارة الداخلية الليبية، والعمل تحت مظلة الشرعية المعترف بها دوليا.
التوقعات
بحسب التقييم الأولي للموقف، من المرجح أن يستجيب الدبيبة لمطالب أنقرة، تفاديا لأي رد فعل أمريكي قد يضعف موقفه الداخلي والخارجي، فيما يعتقد أن عبد الرؤوف كارة قد يميل أيضا للموافقة، بالنظر إلى التهديدات الواضحة التي تضمنتها الرسالة، سواء فيما يتعلق برفض المجتمع الدولي لبقاء جهاز الردع بشكله الحالي، أو بالتأكيد على فشل الرهان على دعم الرجمة.










