قال وزير الدفاع التركي يشار جولر إن تركيا تقدم التدريب والمشورة العسكرية للقوات المسلحة السورية في ظل النظام الجديد في دمشق، مشيرا إلى أن أنقرة لا تخطط في الوقت الراهن لسحب أو نقل قواتها المنتشرة داخل الأراضي السورية.
وفي تصريحات مكتوبة لوكالة “رويترز”، أكد جولر أن الوجود التركي في سوريا يستند إلى أولويات استراتيجية تتمثل في حماية وحدة الأراضي السورية، ومكافحة الإرهاب، وضمان أمن الحدود التركية، إلى جانب المساهمة في إعادة الاستقرار للبلاد التي أنهكتها الحرب الأهلية على مدار أكثر من عقد.
تحول دراماتيكي في الموقف التركي
وتأتي هذه التصريحات في وقت برزت فيه أنقرة كحليف رئيسي للحكومة السورية الجديدة التي تسلمت السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول. وقد شكل سقوط الأسد نهاية حكم عائلي دام لنحو خمسين عاما.
وكانت تركيا في السابق من أبرز الداعمين للمعارضة السورية المسلحة، وبعضها نفذ عمليات ضد النظام بدعم مباشر من أنقرة. إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تحول كبير في الموقف التركي تجاه دمشق، يتزامن مع رفع العقوبات الغربية عن سوريا، وهي خطوة لعبت تركيا دورا محوريا في تحقيقها.
التدريب والدعم العسكري دون انسحاب
وأوضح جولر أن تركيا بدأت بالفعل بتقديم “خدمات التدريب والاستشارات العسكرية” للجيش السوري، مشيرا إلى أن هذا التعاون يأتي في إطار “رفع القدرات الدفاعية للدولة السورية”، دون أن يفصح عن تفاصيل إضافية.
وفي ما يتعلق بمستقبل القوات التركية التي يقدر عددها بأكثر من 20 ألف جندي داخل سوريا، قال جولر إن من “المبكر جدا” الحديث عن انسحابها. وأوضح أن أي انسحاب لن يدرس قبل تحقيق شروط أساسية تشمل:
إحلال السلام والاستقرار الكامل في سوريا القضاء التام على خطر الإرهاب وضمان أمن الحدود التركية وتحقيق عودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين
توتر مع إسرائيل وتحذيرات من التصعيد
تصريحات جولر جاءت في وقت صعدت فيه إسرائيل غاراتها الجوية على جنوب سوريا، وكان آخرها في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. وقال جولر إن بلاده تواصل محادثات منع التصعيد مع إسرائيل لتفادي وقوع اشتباكات عرضية في الساحة السورية.
واتهم وزير الدفاع التركي إسرائيل بعرقلة جهود السلام وإعادة الإعمار في سوريا عبر هجماتها العسكرية المتكررة، كما أشار إلى أن أنقرة تدين بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما الهجوم المستمر على غزة منذ أواخر عام 2023.
دعم سياسي واقتصادي لإعادة الإعمار
تؤكد تركيا أن دعمها للحكومة السورية الجديدة لا يقتصر على الشق العسكري، بل يشمل كذلك المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية وتسهيل عودة ملايين اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا ودول الجوار.
وتعد سوريا بالنسبة لأنقرة جزءا من منظومة أمنها القومي، وتشكل إعادة ضبط العلاقات مع دمشق عنصرا محوريا في استراتيجية ما بعد الأسد.










