شنّ الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، سلسلة غارات جوية استهدفت عدة مواقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، في أول تصعيد من نوعه منذ أكثر من شهر، وفي رابع خرق كبير لوقف إطلاق النار الذي أُبرم بوساطة أميركية في نوفمبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
تفاصيل الضربات
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن القصف استهدف ثمانية مبانٍ في أربعة مواقع مختلفة قال إنها تُستخدم من قبل حزب الله كمراكز تحت الأرض لتصنيع الطائرات المسيّرة، تحت إشراف وتمويل من جهات إيرانية وصفها بـ”الإرهابية”.
وأشار البيان إلى أن الأهداف تتبع لما يُعرف بـ”الوحدة الجوية 127″ التابعة لحزب الله، والتي قال الجيش إنها مسؤولة عن تصنيع وتشغيل المسيّرات التي استخدمت في الهجمات الأخيرة ضد إسرائيل.
أهداف إسرائيلية معلنة
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن هذه الضربات تهدف إلى منع حزب الله من إعادة تجميع قدراته العسكرية بعد الخسائر التي تكبّدها في الحرب الأخيرة، والتي طالت، بحسب المزاعم الإسرائيلية، جزءاً كبيراً من قياداته العليا وترسانته القتالية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن السكان في محيط المواقع المستهدفة تم تحذيرهم مسبقًا، داعيًا إياهم إلى الابتعاد عن تلك المناطق لمسافة لا تقل عن 300 متر حفاظًا على سلامتهم.
نفي حزب الله وتحذير من التصعيد
في المقابل، نفى مسؤول في حزب الله، طلب عدم الكشف عن اسمه، وجود منشآت لتصنيع الطائرات المسيّرة في المواقع المستهدفة، واعتبر أن إسرائيل تسعى إلى إطالة أمد التوتر في المنطقة، متهمًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”الرغبة في استمرار الحرب”.
وأضاف المسؤول أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن آلية تحقق في حال وجود ادعاءات من هذا النوع، متهماً إسرائيل بتجاوز هذه الآلية بشكل متكرر.
خسائر بشرية واستمرار التصعيد
وبحسب الحكومة اللبنانية، فإن القصف الإسرائيلي منذ توقيع وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، أسفر عن مقتل 190 شخصًا وإصابة 485 آخرين حتى أبريل الماضي، فيما تشير التقديرات إلى أن أكثر من 4000 شخص قُتلوا في لبنان خلال الصراع الأخير، بينهم مئات المدنيين.
تمثل هذه الغارات تصعيدًا جديدًا في المواجهة المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، وتسلّط الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار وسط استمرار الضربات المتبادلة والاتهامات المتكررة. وبينما تسعى إسرائيل إلى منع حزب الله من إعادة بناء قوته الجوية المسيّرة، تتصاعد المخاوف من تجدد الحرب الشاملة في لبنان والمنطقة ككل، في ظل غياب تسوية سياسية شاملة وفعالة.










