شهدت أسهم شركة “تسلا” يوم الخميس هبوطًا حادًا بنسبة تجاوزت 15%، في أعقاب تصاعد الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة. جاء هذا الانخفاض الدراماتيكي بعد تهديد ترامب بسحب العقود الحكومية والدعم المالي من الشركات التابعة لماسك، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا غير مسبوق في العلاقة بين الطرفين.
خلفية الأزمة
بدأت الأزمة عندما انتقد ماسك مشروع قانون الضرائب الذي يدعمه ترامب، واصفًا إياه بـ”الفضيحة” و”المبالغ فيه”، ودعا متابعيه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) إلى معارضة القانون. ورد ترامب عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي تصريحات صحفية، معبرًا عن خيبة أمله من ماسك، وملمحًا إلى إمكانية إنهاء العقود الحكومية والدعم الذي تتلقاه شركات ماسك، خاصة “تسلا” و”سبيس إكس”.
تداعيات اقتصادية فورية
تسببت هذه التصريحات في حالة ذعر بين المستثمرين، حيث فقدت “تسلا” أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال ساعات التداول، وانخفض سهم الشركة بنسبة وصلت إلى 17% في بعض الفترات، وهو أكبر تراجع يومي منذ سنوات. كما خسر ماسك نحو 17 مليار دولار من ثروته الشخصية في يوم واحد.
أبعاد الأزمة وتأثيرها على مستقبل “تسلا”
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس بالنسبة لـ”تسلا”، التي تعاني أصلًا من تراجع في المبيعات بعدد من الأسواق العالمية، وتواجه انتقادات بشأن تأخر طرح طرازات جديدة بأسعار مناسبة. كما أن مشروع القانون الجديد يهدد بإلغاء حوافز ضريبية بقيمة 7,500 دولار كانت تدعم مبيعات السيارات الكهربائية، ما قد يؤدي إلى تراجع أرباح الشركة بمقدار 1.2 مليار دولار سنويًا بحسب تقديرات “جي بي مورغان”.
ورغم أن “تسلا” قد تكون قادرة على تعديل أسعارها لمواجهة تأثير إلغاء الحوافز، إلا أن التوتر السياسي مع الإدارة الأمريكية يهدد مستقبل عقودها الحكومية، خاصة في مجال الفضاء والاتصالات عبر “سبيس إكس” و”ستارلينك”.
ردود الأفعال والتوقعات
يرى محللون أن استمرار الخلاف بين ترامب وماسك قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على أسهم “تسلا”، ويضع مستقبل علاقات ماسك مع الحكومة الأمريكية على المحك، خاصة إذا تم تنفيذ تهديدات ترامب بقطع الدعم والعقود. كما أن هذه الأزمة قد تؤثر على ثقة المستثمرين في قدرة “تسلا” على تجاوز التحديات التنظيمية والسياسية في المرحلة المقبلة.











