قلل رئيس الوزراء السوداني الأسبق، عبد الله حمدوك، الأربعاء، من أهمية سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، معتبرا أن الحديث عن إعادة إعمارها في ظل استمرار النزاع في مناطق أخرى “أمر سخيف”. جاء ذلك خلال مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” على هامش مؤتمر الحوكمة الذي نظمته مؤسسة مو إبراهيم في المغرب.
وأكد حمدوك أن السيطرة على الخرطوم أو عدمها “غير مهمة”، مشيرا إلى أنه لا يوجد حل عسكري للصراع السوداني الحالي، وأن أي طرف لا يمكنه تحقيق نصر حاسم في الحرب المستمرة، التي أودت بحياة عشرات الآلاف ونزوح ملايين.
وشدد على أن الانتصار العسكري في الخرطوم أو أي منطقة أخرى لن يؤدي إلى إنهاء الحرب، واصفا الحديث عن قرب نهايتها بـ”الهراء”. كما رأى أن محاولة بدء إعادة الإعمار في الخرطوم في الوقت الذي تستعر فيه المعارك في مناطق كردفان ودارفور “سخيفة تماما”.
وتطرق حمدوك إلى مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، معتبرا محاولات تشكيلها “زائفة ولا معنى لها”، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار وبدء عملية حقيقية لاستعادة الحكم المدني الديمقراطي، ومعالجة قضايا التنمية والهوية وعلاقة الدين بالدولة، مؤكدا أن “الثقة في أن الجنود سيحققون الديمقراطية هي وهم كاذب”.
وفيما يتعلق بدور الدول الخارجية في النزاع، رفض حمدوك التطرق مباشرة إلى الاتهامات التي توجه للإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، معتبرا أن التركيز على دولة الخليج فقط وتجاهل دول أخرى مثل إيران يروج لرواية منحازة. ودعا إلى وقف جميع عمليات تزويد الأطراف بالسلاح.
يذكر أن الجيش أعلن في 20 مايو الماضي سيطرته على الخرطوم بعد هزيمة قوات الدعم السريع في مناطقها الأخيرة، ما أدى إلى انحسار النزاع في ولايتي كردفان ودارفور.










