كشفت نتائج تحقيق عسكري أجرته السلطات في مالي عن تورط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في دعم جماعات إرهابية داخل البلاد تبرظها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين فرع تنظيم القاعدة ، من خلال توفير التدريب والدعم اللوجستي، إضافة إلى تزويدها بطائرات مسيرة لتنفيذ هجمات ضد القوات المسلحة المالية.
وبحسب ما نقلته صحيفة “فاسو” وموقع “بامادا” المحليان، فإن التحقيق أكد مشاركة عناصر من استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية في تدريب مقاتلين تابعين لتنظيم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، المرتبط بتنظيم “القاعدة”، كما تم العثور خلال عمليات للجيش المالي على وثائق وأدلة ميدانية، من بينها طائرات مسيرة تحمل كتابات أوكرانية.
ووفق التقرير، فإن الاستخبارات الأوكرانية قامت بتزويد المسلحين بطائرات مسيرة من طراز (FPV)، مزودة بأنظمة إسقاط متطورة، استخدمت في عدة هجمات استهدفت مواقع عسكرية مالية.
كما تم تسليم طائرات من طراز (Mavic 3) لتحالف “جبهة تحرير أزواد”، تم تهريبها عبر الأراضي الموريتانية، قبل أن تنقل لاحقا إلى الجماعات الإرهابية في شمال البلاد.
وكشفت التحقيقات عن أن السفارة الأوكرانية في العاصمة الموريتانية نواكشوط كانت نقطة تنسيق لتسهيل دخول مدربين عسكريين وشحنات من الأسلحة والمسيرات إلى الجماعات المسلحة.
وأشارت المعلومات إلى تحضيرات جارية لتنفيذ هجوم كبير في مقاطعة كيدال، بمشاركة تنظيمات متطرفة، وبدعم مباشر من مستشارين عسكريين أوكرانيين وفرنسيين.
خلفية الأزمة
وكانت وسائل إعلام فرنسية قد أفادت سابقا بأن مسلحين من الجماعات الانفصالية في مالي تلقوا تدريبات عسكرية في أوكرانيا. وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على هذه التطورات، معتبرة أن كييف، بعد فشلها في المواجهة المباشرة مع موسكو، تسعى لفتح “جبهة ثانية” في إفريقيا عبر دعم جماعات إرهابية في دول حليفة لروسيا.
وكانت مالي قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا في 5 أغسطس الماضي، إثر تصريحات أدلى بها مسؤولون أوكرانيون، بينهم ممثل الاستخبارات العسكرية أندريه يوسوف، الذي أقر بتقديم دعم معلوماتي للمسلحين خلال هجوم استهدف قافلة تابعة لمجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية.
ويجري حاليا الادعاء المختص بقضايا الإرهاب في مالي تحقيقات موسعة حول مدى تورط أوكرانيا في تمويل وتسليح جماعات إرهابية تهدد استقرار البلاد.










