مش متفاجئ من كم التجاوزات اللي بتصل لحد السفالة من أشخاص غير مصريين داخل مصر وضد المواطن المصري، مش متفاجئ من تزايد الحوادث المرصودة في هذا الصدد، مش متفاجئ من استمراء عموم الأجانب على تباين جنسياتهم من حيث القوة والضعف، لانتهاك شروط الإقامة، لانتهاك آداب الضيافة، بل لاختراق القانون وتجاوزه عيانا بيانا وعلى مرأى ومسمع الأشهاد.
هذا أمر لم يحدث عبثا، وإنما ظهرت مقدماته مبكرا.. وأتى كنتيجة طبيعية لمجموعة عوامل أهمها وأكبرها والأكثر تأثيرا فيها هو:
“القرار السياسي الرسمي للدولة”
الدولة اللي سهلت وجود الأجانب، واستقدامهم بأشياء كترويج بيع الخدمات الصحية و(التعليمية لغير المستحقين) من الأجانب بسعر أوكازيوني، وبتخفيضات وصلت ل ٩٠% ع المصروفات الجامعية لأكبر جالية أجنبية وهي الجالية السودانية، واستمرت لمدة سنوات طويلة، لم تنخفض لحد ال ٧٠% إلا بحدوث لغط في الشوارع والميديا، ولوقوع الدولة في براثن الفشل الاقتصادي اللي جعلتها تستجدي في هامش ضئيل شئ من السيولة الدولارية على استحياء من جيوش الأجانب المقيمين داخلها.. وكأن الدولة ذاتها تمعن رغم الانتقادات لفداحة توجهها في الاستمرار فيما تفعل، وتضرب بعرض الحائط أي انتقادات لذات الملف ولمدة الآن تجاوز الست سنوات!
(ولا يفوتني في هذا السياق التأكيد على وقوع كدب وقح على لسان مسئول رسمي مازال يعمل كوزير حتى اللحظة أثناء توليه حقيبة وزارة التعليم العالي، لما أعلن ردا على سؤال من الإعلامي عمرو أديب، إنه لا توجد تخفيضات خاصة تحصل عليها أي جنسية وإن الأجنبي لا يأخذ مقعده في الجامعة على حساب الطالب المصري وهو الأمر المنافي للواقع بجملته وتفصيله).
ذات الدولة اللي خفضت أسعار تذاكر الطيران من دمشق للقاهرة، وفتحت تأشيرات مجانية لدولة جوار كالسودان بالتزامن مع الاضطرابات السياسية والمظاهرات اللي سبقت الحرب الأهلية الجارية هناك حاليا، واحتشد على إثرها عشرات الآلاف أمام السفارة المصرية في الخرطوم للحصول على هذه التأشيرات، ناهيك عن حدوث تسرب يومي في غير حاجة لتأشيرات إن كان مرصود ومسموح بيه فهي جمهورية موز، وإن لم يكن فالمصيبة أعظم على الحدود الجنوبية، اللي بيتسلل من خلالها للداخل أفارقة وجنسيات عربية أخرى، أصبحوا يشكلوا مصدر قلق بالغ للسكان سواء في العاصمة، الأقاليم الأخرى، أو المحافظات الحدودية كأسوان والبحر الأحمر، وبتحدث حوادث يومية.. من حمل لسلاح أبيض، لسكر وعربدة في الشوارع، من بلطجة.. وصلت لحد اقتحام البيوت في مدينة أكتوبر وبجوار أحد أقسام شرطتها! وهو أمر يعكس حالة الاستقواء اللي بتشعر بيها هذه الجنسيات إثر لمسها لغياب الدولة، ولزيادة أعدادها في الأرض المصرية اللي أصبحت بلا رابط حقيقي.. اللهم إلا هامش من سياط القانون وتحمير العين وتتخين الصوت ووصلات من التبريق والتمثيل المسرحي أمام الكاميرات من كبار المسئولين، وغيرها من أشياء لا تطال إلا المواطن المصري المسالم بطبعه والخاضع لسطوة القانون بشكل تفرضه عليه سليقته، وبعكس باقي الجنسيات الأخرى.
مراحل السفالة والسفه، واستقبالنا لنفايات بشرية مطرودة ومرحّلة من دول أخرى وصلت لدرجة جعلت المشهد عبثي، هتلاقي الشامي اللي طلع يشخر للي بيقولوا له ارجع بلدك، والأفريقي اللي حل مكان مصري في منطقة شعبية، والمصري لم يجد ليه مأوى أو مظلة حماية تقيه النوم على الأرصفة بأسرته، هتلاقي اللي مطلع المصريين مسخة ع السوشال ميديا، هتلاقي اللي بيوصف المصريات بتاجرات الفروج في منتهى السفالة، وبيأمن من أي رد فعل، هتلاقي الشامية اللي بتهزأ مواطن مصري في الرحاب عشان مش فاهمة لهجته، هتلاقي رقصات في الشوارع بسلاح أبيض بيأديها يمنيين، ووصلات رقص في الجامعات المصرية في يوم الجاليات لو ارتكب ما يشبهه من مصريين أو مصريات لصارت وصمة ومسبة ومصدر عار ومحط انتقاد وهجوم.. هتلاقي شباب مصريين باعوا أحلامهم على فرق واحد ولا اتنين في المية، ودخلوا كليات مش حابينها، عشان الطالب ابو بربور اللي جايب ٦٥% والدولة بتحبه استولى على تلتين المقاعد في كليات يشاع عنها انها كليات قمة!
هتلاقي قطاع صحي بيعمل فيه خريج التمريض المصري اللي جايب في ثانوي عام كام وتسعين في المية، تحت إيد دكتور أجنبي جايب ٦٥%!!!
هتلاقي ألف وألف مشهد تمتهن فيه كرامة المصريين وكبرياءهم، عشان ماما الدولة وبابا المسئول عايزينها كده، ومسخرين الإعلام والصفحات الرسمية للكرتمة والتكتم وتزويق الحقايق ووصف الأشياء بغير مسمياتها إرضاءا لصفقة سياسية ولحاجة في نفس يعقوب هما نفسهم عارفينها كويس، وهتلاقي أخيرا محل لغزاوي فلسطيني غير حاصل على إقامة فاتح بلا ترخيص، وبيرفع فيه أحد العاملين سكينة على مواطنة مصرية، و٢٤ ساعة يرجع يفتح تاني من جديد وجزمته على رقبة الكل.
لم يعد هناك ما يقال غير استنوا واتفرجوا واحنا بنوصل لقيعان أعمق في هذا المستنقع الحي اللي عايشين فيه كالأموات، وانتظروا حوادث جديدة تتبع حوادث جديدة..
وكما قال أحد الأصدقاء: الناس والجهات اللي انتو بتعملوا لهم منشن عشان يشوفوا الحاصل ويتحركوا وياخدوا رد فعل، هما نفسهم اللي مدخلينهم ومركبينهم ومشجعين الاستيطان من بدري أوي.
سلام.










